أكد الحبيب المالكي رئيس مجلس النواب الخميس في واغادوغو على أهمية احترام سيادة الدول ووحدتها الترابية في التنمية والاستقرار في إفريقيا معتبرا أن قوة الدولة الوطنية في القارة هي الكفيلة بدرء عدد من المخاطر التي تهددها. وقال رئيس مجلس النواب في كلمة أمام المشاركين في الدورة 40 لمؤتمر الاتحاد البرلماني على الإفريقي التي افتتحت في العاصمة البوركينابية إن الوحدة الترابية والسيادة الوطنية للدول الإفريقية هي حجر الزاوية والركيزة التي يبنى عليها السلم والاستقرار والأمن وهي شروط لا محيدَ عنها لتحقيق التنمية والديمقراطية. وأضاف أن «ما من حضارة قامت، وما من تقدم تحقق، وما من رخاء تمتعت به الشعوب، عندما تكون السيادة الوطنية منتهكة أو مخترقة أو يهددها الانفصال والنزعات العرقية والطائفية، أو عندما تندلع النزاعات وتعم الفوضى أو عندما تسود نزعات الهيمنة لدى بعض القوى". وأعطى المالكي المثال بأوربا التي أدركت بعد الحرب العالمية الثانية أن لا خيار أمامها سوى بناء السلم والوحدة على أساس احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها وسلامة ترابها الوطني، وحولت أدوات الحرب إلى أدوات لبناء الحضارة، وحل الحوار المتمدن والمتحضر محل المدافع والبنادق، وتم توجيه جهود التسلح الزائد والإنفاق الحربي إلى الإنفاق على البناء والتطوير والتنمية من أجل تحقيق الرخاء والسعادة مشيرا إلى أن هذه الفلسفة السياسية ما تزال هي السائدة، في اللحظات التاريخية الفارقة في القارة. وأشاد المالكي بالتعبئة المثالية للبرلمانيين الأفارقة خلال الاجتماع الذي نظم بالرباط، بمبادرة من البرلمان المغربي، بتاريخ 27 أكتوبر 2017، في إطار الإعداد لقمة "كوب 23" التي تنعقد حاليا بمدينة "بون". وللإشارة، فقد تم إدراج "إعلان الرباط"، الذي توج أشغال الاجتماع، والذي هو بمثابة خارطة طريق مناخية إفريقية، في جدول الأعمال المؤتمر وتم توزيعه على جميع المشاركين. وينعقد المؤتمر 40 للاتحاد البرلماني الإفريقي في اليوم الموالي لانعقاد الدورة 71 للجنة التنفيذية للاتحاد، والتي تدارست تنفيذ قرارات وتوصيات المؤتمر 39 للاتحاد البرلماني الإفريقي التي احتضنها البرلمان المغربي شهر نونبر 2016، وقد عرفت النسخة الحالية لهذه الهيئة البرلمانية الإفريقية الهامة مشاركة وفد هام من مجلسي البرلمان المغربي، ساهم بنشاط في أشغال اللجة التنفيذية وأشغال المؤتمر. يذكر أن رئيس مجلس النواب حل الأربعاء ب"واكادوكو" للمشاركة في المؤتمر 40 للاتحاد البرلماني الإفريقي، والذي يبحث خلال هذه الدورة موضوعين رئيسيين هما: "مساهمة البرلمانات الوطنية في الحفاظ على السيادة الوطنية وتعزيز السلم والأمن في إفريقيا "والتحديات الناجمة عن الجفاف والمجاعة في سياق تطوير الفلاحة والصناعة الغذائية في إفريقيا، من أجل نمو اقتصادي مستدام".