رفض الكونجرس الذي تهيمن عليه المعارضة في فنزويلا، أمس السبت منح الجمعية التأسيسية الجديدة لنفسها السلطة التشريعية بعد انتخابها في تصويت جرى الشهر الماضي بأمر من الرئيس نيكولاس مادورو. وجاء إعلان الكونجرس رفضه للقرار بعد تصريحات من تكتل إقليمي يضم 12 دولة والولايات المتحدة، تقول إن تلك الدول ستستمر في اعتبار الكونجرس الجهة التشريعية الشرعية الوحيدة في فنزويلا وليس الجمعية التأسيسية الجديدة. وقال نائب رئيس الكونجرس فريدي جيفارا في جلسة خاصة "هذا كونجرس مقاومة لديكتاتورية عسكرية مسلحة استولت على سلطته واكتسبت عسكريا ما لم تستطع أن تحصل عليه عبر صندوق الاقتراع". وفازت المعارضة بالأغلبية في الكونجرس في 2015 لكن المحكمة العليا الموالية لمادورو ألغت كل قوانين المجلس لتنزلق الدولة الغنية بالنفط أكثر نحو الركود وارتفعت فيها نسبة التضخم وسط نقص حاد في الغذاء والدواء. وجرى تصويت لانتخاب الجمعية التأسيسية في أواخر يوليو تموز لتعيد صياغة الدستور ووصفها مادورو الذي تراجعت شعبيته بأنها الحل الوحيد لإحلال السلام في البلاد بعد أكثر من أربعة أشهر من احتجاجات للمعارضة اتسمت بالعنف. وقاطعت المعارضة التصويت ووصفته بأنه إهانة للديمقراطية. ومنحت الجمعية التأسيسية، المؤلفة من 545 عضوا، لنفسها الجمعة سلطة تمرير القوانين. وفي وقت متأخر من مساء أمس الجمعة انضم تكتل يطلق على نفسه اسم مجموعة ليما، يشمل بيرو والأرجنتين والبرازيل وكندا وكولومبيا وسبع دول أخرى في المنطقة، للولايات المتحدة في انتقاد ما وصفته "باغتصاب" الجمعية التأسيسية لسلطات الكونجرس. وكانت وزارة الخارجية الأمريكية انضمت إلى تكتل ميركوسور التجاري بأمريكا الجنوبية في إدانة الجمعية التأسيسية الجديدة. وقالت في بيان "طالما استمر نظام مادورو في التصرف كدكتاتورية مستبدة فنحن مستعدون لأن نلقي بكل ثقل الاقتصاد الأمريكي وسلطته الدبلوماسية لدعم شعب فنزويلا بينما يسعى لاستعادة ديمقراطيته". وتشهد فنزويلا منذ شهور اضطرابات سياسية لقي فيها أكثر من 125 شخصا حتفهم.