أدت مواجهات بين قوات الامن ومتظاهرين في شوارع مدن فنزويلا احتجاجا على مشروع الرئيس نيكولاس مادورو انشاء جمعية تأسيسية، أمس الاثنين، الى سقوط قتيل وعشرات الجرحى. وأعلنت النيابة العامة على حسابها على تويتر انها تحقق في "مقتل فتى في السادسة عشرة من العمر خلال تظاهرة" في مدينة لا ايزابيليكا بشمال البلاد.
وقال الامين العام لمنظمة الدول الاميركية لويس الماغرو انه "يدين مقتل متظاهر شاب آخر". وأضاف في تغريدة على تويتر ان "وحدها الديموقراطية يمكن ان تنهي العنف ضد الشعب".
من جهة اخرى، قتل مجهولون بالرصاص خوسيه لويس ريفاس (42 عاما) احد المرشحين للجمعية التأسيسية خلال قيامه بحملة في ماراكاي (وسط). ولم تكشف النيابة التي فتحت تحقيقا في الامر، أي تفاصيل اضافية.
من جهته، قال قائد الحرس الوطني سيرجيو ريفيرو ان تسعة عسكريين جرحوا في مناطق عدة في البلاد.
وأقامت مجموعات من المعارضة حواجز استخدمت فيها الحبال وآليات واشجار ونفايات مشاركة بذلك بعملية "تعطيل كبير" لزيادة الضغط على الحكومة وتعبئة السكان.
وقال فريدي غيفارا نائب رئيس البرلمان المؤسسة الوحيدة التي تسيطر عليها المعارضة في البلاد إن "هذا الشعب قرر مواصلة النضال من اجل الحرية". وأعلن عن "أكبر عصيان مدني في تاريخ فنزويلا سيجري الاحد" المقبل.
وقررت المعارضة تنظيم استفتاء شعبي رمزي حول الجمعية التأسيسية في 16 يوليوالجاري.
وأعطى الافراج عن احد رموز المعارضة ليوبولدو لوبيز دفعا لخصوم الرئيس الاشتراكي المعارضين بحزم لخطته بشأن الجمعية التشريعية.
وكانت السلطات الفنزويلية افرجت عن لوبيز (45 عاما) وفرضت عليه الاقامة الجبرية في منزله بعدما كان يقضي حكما بالسجن 14 عاما بتهمة "التحريض على العنف" خلال التظاهرات ضد مادورو التي اسفرت عن سقوط 34 قتيلا في 2014.
وترى المعارضة في اطلاق سراح لوبيز "نجاحا" حققته بفضل تظاهراتها لكنها تؤكد انها ستواصل "الكفاح" حتى الافراج عن اكثر من 400 "سجين سياسي" آخرين في فنزويلا على حد قولها.
وقال الطالب ميغيل فييلما (18 عاما) لوكالة فرانس برس ان "ما حدث مع ليوبولدو (لوبيز) مرحلة وعلينا الاستمرار باسم كل السجناء وحتى تنظيم انتخابات عامة". وأضاف "لسنا خائفين".
ومنذ بداية الاحتجاجات قبل أكثر من ثلاثة اشهر، قتل 93 شخصا.
في المقابل، يؤكد معسكر الرئيس ان لا شىء سيوقف عملية انشاء الجمعية التأسيسية التي يفترض ان يتم اختيار كل اعضائها البالغ عددهم 545 في 30 يوليو الجاري.
ونظم آلاف من مؤيدي الرئيس مادورو تجمعات انتخابية الاثنين في كل ولايات البلاد.
وقالت السيدة الاولى سيليا فلوريس المرشحة للجمعية التأسيسية ان "الذين لا يريدون السلام هم المجانين واللاعقلانيون والفاشيون. انهم مجموعة صغيرة لكنهم يسببون أذى كبيرا"، مؤكدة ان "الجمعية التأسيسية ستجلب السلام".
ويؤكد مادورو ان الجمعية التأسيسية ستجلب الاستقرار الاقتصادي والسياسي للبلاد. وقد أجرى محادثات حول الوضع في بلده مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، حسبما أعلنت وزارة الخارجية الفنزويلية. وقال بيان ان بوتين اعترف بجهود الرئيس الفنزويلي "لحماية الاستقرار والسلم في البلاد".
وقال معهد استطلاعات الرأي "داتانالايزس" ان حوالى سبعين بالمائة من الفنزويليين يعارضون الجمعية التأسيسية وثمانين بالمائة يدينون ادارة الرئيس للبلاد.
وترفض المعارضة الفنزويلية فكرة انتخاب جمعية تأسيسية وتعتبرها محاولة من رئيس البلاد للتمسك بالسلطة. وهي تصف هذا المشروع "بالاحتيال" في بلد دمر تراجع اسعار النفط اقتصاده.
ودخلت الكنيسة الكاثوليكية ايضا على خط الازمة لتدين الاسبوع الماضي "ادخال ديكتاتورية عسكرية اشتراكية ماركسية وشيوعية" الى الدستور.
وقد دعت الاثنين الرئيس مادورو الى التخلي عن مشروع الجمعية التأسيسية.
ويواجه مادورو انتقادات في معسكره ايضا بما في ذلك تلك التي صدرت عن النائبة العامة لويزا اورتيغا التي كانت تنتمي الى التيار التشافي وانشقت عنه مدينة تجاوزات الحكومة.
ويفترض ان يتحدد مصير اورتيغا المهددة بمحاكمة يمكن ان تؤدي الى اقالتها، خلال الاسبوع الجاري.
واستهدفت النيابة الاثنين السلطات من جديد عبر استدعاء عسكري هو الكولونيل بلاديمير لوغو المكلف امن البرلمان حيث احتجز موالون لمادورو نوابا وتسببوا بجرح سبعة آخرين. كما يجري تحقيقات حول 43 عسكريا يشتبه بتورطهم في عمليات سرقة متظاهرين.