منذ إنشائه سنة 1998 بتكلفة مالية تجاوزت مائتي مليون سنتيم مثل كورنيش بوجدور متنفسا رئيسيا لساكنة المدينة للهرب من روتين الحياة الرتيبة نحو آفاق واسعة ورحبة مفتوحة على زرقة المحيط الأطلسي، حينها يجد الصغار فضاء للعب على رمال الشاطئ القليلة، ويسبحون في المياه النقية من كل تلوث، كما تستحلي العائلات جلسات إعداد الشاي الصحراوي الجميل على إيقاع أصوات الأمواج الهادرة أحيانا والهادئة أحيانا أخرى. في موقف السيارات الصغير يتأمل الزوار والعابرون البحر ليستنشقوا عبيرا جميلا بنسمة الشاطئ قبل أن يشرعوا في عد المراكب العابرة أمامهم من أجل التكهن بوفره السمك في السوق المحلي من عدمه خاصة أن الصيد البحري يعتبر القطب الرئيسي لاقتصاد المدينة. لذلك كان يعد الكورنيش المكان المفضل لدى الجميع للاسترخاء والهدوء والاستراحة من تعب وضجيج المدينة لغياب فضاءات أخرى خاصة أيام العطل ونهاية الاسبوع، إذ ليس هناك بديل آخر فأقرب شاطئ وهو أوزيوالت يبعد ب19 كلم جنوب بوجدور. أهمية الكورنيش تتجلى كذلك في احتضانه والفضاءات المجاورة له طوال السنة للعديد من الأنشطة كالمسابقات الرياضية والخرجات التربوية والترفيهية للطفولة والشباب. إغلاق مؤقت وانطلاق للأشغال لكن منذ أكثر من سنة ونيف أغلق هذا الفضاء الذي أصبح في وضعية بئيسة لفتح المجال للأشغال الجارية من أجل تهيئته وإعادة ترتيب مجالاته وفضاءاته كما وكيفيا، فمنذ مدة لم يتعرض الكورنيش الذي يجاور المدينة لأي تجديد أو إصلاح ، فبنياته التحتية تأثرت كثيرا بمختلف العوامل الطبيعية والبشرية وجعلها لم تعد تواكب تطلعات الساكنة والتطور العمراني الذي تشهده المدينة. هكذا وبعد دراسات واجتماعات وتأجيلات من لدن مختلف المتدخلين في التنمية المجالية تم فتح عروض الأشغال بمقر العمالة لتستقر صفقة تهيئة كورنيش بوجدور يوم 28/10/2015 على شركة من الداخلة بمبلغ 35 مليار سنتيم ممولة من وكالة الجنوب ومجلس الجهة والمجلس الاقليمي والمديرية العامة للجماعات المحلية، لتنطلق أشغال تهيئة الشطر الأول في 18/02/2016. وتتضمن أشغال تهيئة الشطر الأول مختلف العمليات الكفيلة بجعله فضاء سياحيا متميزا للمدينة كأشغال الردم وبناء جدار عازل بالاسمنت المسلح (1200 متر) ورصف الخرسانة (3000 متر مربع) مربع وتغطية الأرصفة وتبليطها بالزليج (48000 متر مربع) وتهيئة مرافق الملعب (5620 متر مربع ) وكراسي اسمنتية وتركيب أعمدة الانارة العمومية وتهيئة الطريق السريعة بعرض 10 أمتار وبناء مراحيض وقنوات التطهير المختلفة. لكن بعد مدة توقفت الأشغال في 24/8/2016، مما أثار تساؤلات مختلفة حينها حول مستقبل المشروع الواعد .يقول المهندس شماد منصور رئيس قسم التجهيزات بعمالة بوجدور والمواكب للمشروع "إن التوقف كان ناتجا عن خلل في الدراسات الجيوتقنية مما استلزم إعداد دراسة تصاميم جديدة لتجاوز الإكراهات التقنية التي ظهرت حول المشروع عامة و حول عمق السور الوقائي خاصة والتي أصبح عمقه يتجاوز 4 أمتار مما تطلب زيادة مبلغ 03 مليون درهم إلى الكلفة الاجمالية" لتستأنف الأشغال من جديد في 21/12/2016 حيث يتوقع أن يتم التسليم المؤقت في 15/12/2017. ومن أجل احترام الآجال المحددة للمشروع والحرص على أن تتوفر فيه المواصفات الحديثة ومراعاة الخصوصيات المحلية تقوم الجهة الوصية على المشروع في شخص عامل الاقليم من حين لآخر بزيارات تفقدية للأشغال. كما أنه في الوقت الذي تنتظر فيه الساكنة بشغف كبير افتتاح الكورنيش من جديد تأمل مختلف الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية في جعله قاطرة هامة للتأهيل السياحي والبيئي يتكامل مع مختلف المؤهلات التي يتوفر عليها الاقليم.