استمرت فعاليات الدورة الربعة من مهرجان سيدي عبد الرحمان المجذوب للكلمة والحكمة المنظم تحت شعار "دور التراث الشفاهي في التلاحم الاجتماعي" لليوم الثالث على التوالي، وذلك يوم أمس الخميس 8 يونيو الجاري، حيث اختارت جمعية منتدى مكناس للثقافة والتنمية أن تجعل من سهرته فرصة للقاء بين مختلف الأجيال وأنواع الموسيقى، وأشركت الشباب ضمن برمجتها الصوفية والتراثية. وقد عرفت ساحة الهديم، المعلمة السياحية التاريخية الشهيرة بالعاصمة الإسماعيلية، حضور جمهور غفير تابع السهر الثالثة التي قامت بإحيائها مجموعة راحة الأرواح الموسيقية الشابة، التي حازت سابقا جوائز على المستوى الوطني، والتي استهلت السهرة بالمعزوفة الشهيرة "رقصة الأطلس"، وأدت فنانتها هاجر إد الحاج التي اشتهرت سابقا في برنامج المواهب Arab Iol ثلاث مقطوعات أولها "برضاك يا خالقي، بالإضافة إلى أغنية "نسم علينا الهوى"، ورائعة شرين عبد الوهاب "كده يا قلبي"، في أول لقاء لها بالجمهور في ساحة عمومية. وإلى جانب هاجر، أدت لمياء البوحديوي قطعا تراثية مغربية وعربية، أتحفت بها وبصوتها الطروب ساكنة مكناس في الليلة الثالثة عشر من شهر رمضان، حيث غنت من الريبيرتوار المغربي أغنية "عطشانة"، ومن المقاطع العربية الشهيرة، كل من غنيلي شوي شوي" و "سألوني الناس"، كما أدى زميلها في الفرقة، حمزة لوكيلي قطعة "ما انا إلا بشر"، ليستمتع الجمهور الحاضر بأصوات وعزف مجموعة مكناسية شابة بقيادة المايسترو يوسف الهبوب. وفي هذا الصدد، أوضح حسن الزعيم، عضو مؤسس لجمعية منتدى مكناس للثقافة والتنمية، أن "الهدف الأساسي من خلق المهرجان يتمثل في جعله حلقة لخلق ذلك الجسر بين ما هو تراثي وماهو شبابي، وطريقة للتعريف بالزجل لدى الناشئة، بالإضافة إلى رغبة حقيقية في إحياء تراثنا الشفهي الشعبي الأصيل، وجعل الأجيال الجديدة على معرفة واطلاع بإرثها المغربي الأصيل، لنخلق الاستمرارية الثقافية في المجتمع المغربي، لأن الأساس في عملية بناء هوية حقيقة هو امتداد ذلك المشترك الذي نرثه ونورثه". من جهة أخرى، حضرت الطائفة العيساوية الإسماعيلية الصوفية في جزء كبير من السهرة عبر وصلات غنت فيها أشعارا للمجذوب حينا، وأذكارا عيساوية في مدح النبي وآل البيت حينا آخر، تفاعل معها الجمهور بقوة بالنظر للشعبية التي يحظى بها هذا النوع من الموسيقى في عاصمة المولى اسماعيل. كما تخللت الفقرات الغنائية التي أدتها الفرق الموسيقية، قراءات زجلية مغربية لزجالين مغاربة من مختلف الأجيال والمدن المغربية، حيث حضر توفيق أبرام من سلا، ومومن عيسى أبو يوسف ممثلا لمدينة تازة، ثم أبو ياسين محمد بنعلي من مكناس.