فيما يشبه الصدمة، لم تجد حتى الآن وكالة الأنباء الجزائرية من وسيلة للتعاطي مع قرار مجلس الأمن، سوى نشر قصاصة قصيرة من ثلاثة أسطر، وهي التي كانت تجعل من الخبر المتعلق بالصحراء المغربية، وسيلتها للوك الأكاذيب وتلفيق المعطيات وجعل الأسود أبيضا، فقط من أجل أن تصل لخلاصات تنسج مع خيالاتها وتخيلاتها. فمباشرة بعد صدور القرار، نشرت الوكالة قصاصة "جد مهنية" مفادها أن مجلس الامن الدولي تبنى بالإجماع أمس الجمعة القرار 2351 (2017)، الذي مدد فيه مهمة بعثة الأممالمتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء، الى غاية 30 ابريل 2018. وأن التصويت على القرار الذي حصل على 15 صوتا ب/نعم / في بداية جلسة مجلس الامن الذي تتولى الولاياتالمتحدة الرئاسة الدورية له خلال شهر أبريل الجاري. و بهذا تم تبني القرار بإجماع اعضاء هذه الهيئة الاممية و نقطة نهاية. من يطلع على الخبر يعتقد أن الوكالة التي نشرته هي لدولة في إحدى الجزر البعيدة التي لاتعرف عن ملف الصحراء شيئا، وأنها تقوم فقط بواجب مهني عبر نشر خبر يتعلق بمجلس الأمن، وليس الجزائر التي تهتم بأمور قضايا المغرب، أكثر من اهتمامها بأمور شعبها. وإذا كانت الجزائر عبر إعلامها، قررت حتى الآن أن لاتخوض في قضية التصويت على القرار الأممي، ولو بادعاء أن "الماتش مبيوع"، فإن السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة، عمر هلال، لم يترك المناسبة تمر لكي يسمع حكام الجزائر مالايرغبون في سماعه، حين صرح عقب التصويت على القرار بقوله "إن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، كريستوفر روس، هو "رجل الماضي. لقد كان أفضل دبلوماسي عرفته الجزائر خلال الأربعين سنة الماضية". هلال، الذي اختار المؤتمر الصحفي، عقب مصادقة مجلس الأمن بإجماع أعضائه على القرار 2351، الذي يمدد لمدة سنة واحدة مهمة بعثة المينورسو إلى غاية 30 أبريل 2018، قال كمن يوجه كلامه لقصر المرادية "بالنسبة لنا، فإن كريستوفر روس هو رجل الماضي" وأنه (أي روس) "جاء لتسهيل عملية التفاوض، لكنه أصبح للأسف هو المشكل". وقبل أن ينتظر طويلا أضاف هلال في يختزل حقيقة الفرق بين المغرب والجزائر، بين من يسعى للمستقبل وبين من يحن للماضي "نحن ننظر إلى المستقبل. والمغرب يتوجه نحو المستقبل، ويمكنني القول إن روس كان أفضل دبلوماسي عرفته الجزائر خلال الأربعين سنة الماضية ".