حالة من الضبابية والترقب تسود الفاعلين الاقتصاديين بسبب تعثر تشكيل حكومة ما بعد الاستحقاقات التشريعية ل7 أكتوبر من العام الماضي. فداخل أوساط رجال الأعمال والمقاولين، تسود انتظارية لافتقاد مخاطب حكومي «بضم الميم وفتح الطاء». الأكثر من ذلك، فإن مشروع قانون المالية، الوثيقة التي توفر المعلومة بالنسبة لسياسية الحكومة على مستوى الاستثمار والسياسات الجبائية وتوقعات النمو، حبيسة الرفوف بسبب تعثر تشكيل الحكومة. في هذا الحوار نستطلع من عبد الخالق التوهامي أستاذ الاقتصاد بالمعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي، تداعيات ذلك على الوضع الاقتصادي. خمسة أشهر بالتمام والكمال على البلوكاج الحكومي. هل هناك تأثير على الوضع الاقتصادي؟
أكيد هناك تأثير. من الممكن تحمل شهر أو أربعين يوما، لفسح المجال أمام إجراء الانتخابات، وبعدها تشكيل الحكومة، لكن أن تمتد الأمور إلى خمسة أشهر،فإن الوضع أصبح صعبا وصعبا جدا، بل أكثر من ذلك عشنا، أزيد من ثلاث أشهر من الانتظارية، بارتباط مع الجو العام الذي ساد قبل إجراء الانتخابات التشريعية. قبل هذه الانتخابات الكل كان يترقب، هل سيحدث تحول؟ هل سيتصدر «البام» الانتخابات؟ والحال، سادت انتظارية وسط المسؤولين الحكوميين وافتقد الفاعلون الاقتصاديون المخاطب الرسمي ( بضم الميم وفتح الطاء) طيلة هذه الفترة. نعم هناك تداعيات سلبية على الوضع الاقتصادي.
أين تتجلى هذه التداعايات؟
تتجلى بشكل مباشر مثلا على مستوى التوظيف بمختلف المصالح الوزارية، فإذا كان هناك قرار بإحداث 23 ألف وظيفة برسم مشروع قانون المالية، فأين هي خارطة التوظيف وإجراء المباريات وأين هو المخاطب؟ «بضم الميم وفتح الطاء»، ثم لنتصور وضع هؤلاء الشباب الذين ينتظرون التوظيف. التداعيات السلبية كانت كذلك على مستوى الأوراش بمختلف الجهات، سواء كانت بناء أو غير ذلك وما لذلك من انعكاس على المقاولات التي تنجز مشاريع لفائدة الحكومة، علما بأن هذه المقاولات عموما مقاولات صغرى ومتوسطة، وبعضها اضطرت إلى الإغلاق هذا إلى جانب تأثر الاستثمارات، إذ باستثناء المجموعات الاقتصادية الكبرى التي تدرس ملفاتها على مستوى عال، فإ حالة من الانتظارية تسود عموم المستثمرين.
إذين كيف الخروج من هذا النفق؟
بداية لايمكن تحمل إجراء انتخابات سابقة لأوانها لأنها ستكلفنا 4 أشهر أخرى من الانتظارية ، لذلك يتعين على الفرقاء تجاوز «البلوكاج» وتسريع تشكيل الحكومة، وحتى بعد تشكيلها، فإنه يجب على الوزراء الاشتغال ليل نهار من أجل استدراك مافات. لقد كلفنا «البلوكاج» حوالي نصف سنة 2016 ونصف سنة 2017. الحمد لله هذه السنة تساقطت الأمطار وإلا كانت سيكون الوضع كارثيا.