وجه، يوم الثلاثاء الماضي، قاضي التحقيق الفرنسي المكلف بقضايا الإرهاب في محكمة الاستئناف بباريس، إلى الإرهابي المغربي الأصل محمد أبريني، تهمة التخطيط والمشاركة في الهجوم الإرهابي على باريس ليلة 13 نونبر 2015. وجاء الاتهام في حق أبريني المتهم أيضا، بالمشاركة في الهجوم الإرهابي على مطار بروكسيل البلجيكي في 22 مارس 2016، بعد تسليمه الاثنين الماضي من قبل بلجيكا، التي يحمل جنسيتها إلى السلطات القضائية الفرنسية لمدة يوم واحد. وجاء هذا النقل المؤقت في إطار اتفاق تعاون قضائي بين فرنساوبلجيكا. وتتم متابعة «الرجل صاحب القبعة»، وهو اللقب الذي أطلق على أبريني، بعد نشر صور كاميرات المراقبة المسجلة، قبل وقوع هجوم مطار بروكسيل لضلوعه في هجمات باريس، التي حصدت أرواح 130 قتيلا، وفي هجمات بروكسيل يوم 22 مارس 2016، والتي خلفت مقتل 32 شخصا. ومباشرة بعد توجيه الاتهام إلى محمد أبريني، جددت الولاياتالمتحدةالأمريكية، يوم الثلاثاء الماضي طلبها بالتحقيق مع هذا الإرهابي من قبل محققي مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي «إف. بي. أي»، الذي تتهمه بالتخطيط والمشاركة في الهجوم على مطار بروكسيل، الذي أدى إلى سقوط ضحايا يحملون الجنسية الأمريكية. الطلب الأمريكي، والذي سبق تقديمه من قبل واشنطن منذ أسابيع، رفضه أبريني، وأصر على عدم التعاون مع العدالة البلجيكية أو الفرنسية في حضور محققين أمريكيين. في السياق نفسه، قدمت بريطانيا هي الأخرى طلبا إلى بلجيكا من أجل إرسال محققين بريطانيين لإعادة الاستماع إلى أبريني حول المعطيات التي سبق وزود بها في يونيو الماضي جهاز المخابرات البريطاني «إم. أي. 6»، والتي ساعدت على إحباط مخطط إرهابي خطير كانت «داعش» على وشك تنفيذه ضد العديد من المواقع البريطانية. وكان الأمن البلجيكي، قد عثر في هاتفه النقال الذي حجز أثناء توقيفه على صور لمعالم في مدينة برمنجهام وملعب أستون فيلا لكرة القدم، ومواقع كثيرة في العاصمة لندن، كانت مستهدفة من قبيل عناصر لا تخفي ولاءها لتنظيم «داعش»، ويقيم بعضهم في بريطانيا وآخرون في بلجيكاوفرنسا. تجدر الإشارة إلى أن أبريني كان قد اعتقل في بروكسل، بعد وقت قليل من الاعتداءات، التي شهدتها العاصمة البلجيكية في مارس الماضي، وعرف بأنه الرجل ذو القبعة الذي ظهر على كاميرات المراقبة مع مهاجمين آخرين، فجّرا نفسيهما في المطار.