فتحت مصالح الأمن بتطوان، تحقيقات معمقة من أجل الكشف عن عناصر شبكة تقف وراء عمليات تهريب دولي للمخدرات، وذلك بعد أن لفظ البحر مؤخرا، وعلى فترات، مخدرات بشواطئ تطوانوسبتةالمحتلة. وحسب ما يبدو من وقائع اليومين الأخيرين، فقد كانت البداية بفرار قارب مطاطي سريع، على متنه كميات من مخدر الشيرا المعدة للتهريب، في اتجاه الميناء السياحي القديم للمدينة المحتلة، بهدف الاختباء فيه، بعد مطاردة البحرية الملكية المغربية لمهربين وإطلاق الرصاص عليهم، مما تسبب في إصابة اثنين. القارب الذي تمكنت مصالح الحرس المدني الإسباني، من الوصول إليه لحظات بعد دخوله الميناء، تم خلال ذلك اعتقال مصاب واحد، فيما تمكن الباقون وعددهم أربعة من الفرار لوجهة غير معلومة، قبل أن تنقل المصاب للمستشفى وتباشر تحرياتها معه، ليكشف هوية باقي العناصر المطلوبة، مما مكن من اعتقال شخص آخر يعتقد أنه هو صاحب الشحنة ومدبر الرحلة. وغير بعيد، وفي فجر يوم الخميس، لفظت مياه شاطئ الفنيدق عددا من رزم المخدرات، المعدة للتهريب، والملفوفة بإحكام، والتي يعتقد أنها كانت على متن قارب سريع، لكن فضل أصحابها التخلص منها بعد مطاردة محتملة بينهم وبين الدرك البحري أو الحرس المدني، لتخفيف وزن القارب السريع، حتى يسهل عليهم الفرار. وقد عثر مواطنون على رزم المخدرات تلك، تتقاذفها الأمواج وبعضها وصل للشاطئ، ليقوموا بإخطار المصالح المختصة التي حلت بعين مكان، وفتحت تحقيقا لمعرفة مصدر تلك الرزم ومن كان يقف وراء تهريبها. وتزامنا مع عثور مواطنين على كميات من الشيرا بشاطئ الفنيدق، ظهر قارب مطاطي سريع متخلى عنه بشاطئ سبتةالمحتلة، وبالضبط عند منطقة «الماضرابة»، وهو الجزء الأول من الشاطئ السبتي المحاذي لشاطئ الفنيدق، بحيث يعتقد أن أصحاب الزورق، لجأوا خفية إلى هناك، بعد مطاردتهم من طرف الدرك البحري المغربي. وحسب مصالح الحرس المدني الإسباني، فإن الزورق الذي وجد فجر يوم الخميس المنصرم، في منطقة «الماضرابة» بسبتة، يشبه لحد كبير القارب الذي تم توقيفه بالميناء السياحي ساعات قبل ذلك، ويبلغ طوله 12 مترا ومزود بمحركين بقوة 350 حصانا لكل واحد، وهو ما يدل على أنه يعود لشبكة تهريب المخدرات، والتي تستعمل هذا النوع من المحركات القوية، بل إن قارب الميناء السياحي، كان يشتغل بثلاثة محركات 350 حصانا. وتباشر نفس المصالح تحرياتها لمعرفة تفاصيل خروج هذا الزورق إلى الشاطئ، والبحث عن هوية مستخدميه مع التأكيد أنه كان يستخدم في نقل المخدرات، حسب العينات التي تم العثور عليها داخله.