إعادة تدوير الأجهزة الإلكترونية، تثمينها ووضعها رهن إشارة المؤسسات العمومية، هو جوهر "غرين شيب" مشروع شبابي مبتكر يعرض برواق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالمنطقة الخضراء بقرية (كوب22)، ويهب حياة جديدة للنفايات والمخلفات الإلكترونية. ويتوخى "غرين شيب" التخفيف من الفاتورة الرقمية بالمغرب، وتعزيز إدماج الشباب في وضعية اجتماعية صعبة، من خلال منح حياة جديدة للأجهزة الإلكترونية المستعملة، في احترام تام للمجال البيئي . ومنذ سنة 2010، مكنت هذه المبادرة الشبابية الخلاقة، جمعية "الجسر" حاملة المشروع، من إعادة تدوير أزيد من ألف ومائتي حاسوب، ووضعه في خدمة المؤسسات التعليمية، لفائدة 120 من الشباب المنقطعين عن الدراسة، في إطار تكوين في الصيانة المعلوماتية معترف به من قبل الدولة، ويضمن معالجة تستحضر البعد البيئي في عملية تدوير أكثر من 400 طن من النفايات. وتتمحور فكرة "غرين شيب" حسب منير جويت المسؤول عن المشروع، حول تجميع نفايات الأجهزة الإلكترونية المستعملة لدى المقاولات العمومية والخاصة، وإعادة تدويرها لتجهيز المؤسسات التعليمية، في احترام للمعايير البيئية، وبهدف تكوين الشباب في مجال الصيانة المعلوماتية. وأوضج جويت، أن "غرين شيب" تقوم بتدوير النفايات المعلوماتية، على أن تتولى شركة "مناجم" معالجة المواد والعناصر غير القابلة للتفكيك التي تحتوي على مواد ضارة بالبيئة. وبنبرة يسمها طموح جامح، استعاد المتحدث خطوات المشروع الأولى، والذي انطلق على شكل ورشات للتضامن الرقمي، تروم تكوين الشباب، قبل أن ينتقل إلى مرحلة تجميع الأجهزة الإلكترونية، وإعادة تدويرها وتقديمها للمؤسسات التعليمية كهبات، آملا في الآن ذاته في تعميم تجربة "غرين شيب" على الصعيدين الوطني والدولي. ولم يفت جويت الحديث عن دعم كبير قدمته المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لتجهيز ورشة عمل المشروع، إلى جانب وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الشرق، ومؤسسة (سويس دوروس مناجم)، وولاية جهة الشرق. ودعمت جمعية "الجسر" منذ تأسيسها أزيد من 350 مؤسسة تعليمية، كما أحدثت مركزين للتكوين بالتعلم بوجدة والدار البيضاء، لتساهم خلال سنوات اشتغالها في تكوين 327 من الشباب العاطلين في مجال الصيانة المعلوماتية، وتفكيك الحواسيب، 60 في المائة منهم أدمجوا في سوق الشغل. وعملت أيضا على تجميع أزيد من 140 ألف جهاز معلوماتي، منها ثلاثة آلاف حاسوب تمت إعادة تدويرها وتوزيعها، فيما تم تكليف "مناجم" بإعادة تدوير 700 جهاز. وتتوخى جمعية "الجسر"، منذ إحداثها سنة 2007، المساهمة في تحسيس وتعبئة المقاولات الخاصة للانخراط في التعليم من خلال دعم المؤسسات التعليمية.