‘‘ الولوج للماء ليس مسألة حقوق فقط، بل تدخل في صلب المعيش اليومي للإنسان. ندرة الماء تؤثر على الصحة و الأمن الغذائي وحقوق المرأة في العيش الكريم ، والتعليم، يجب أن نعلم أن مليون و400 ألف يوم هدر مدرسي تسجل في إفريقيا نظرا لأن الصغار في عدد من البلدان الإفريقية يذهبون للبحث عن الماء عوض التوجه لأقسام التعليم ‘‘، بهذه الحقيقة المفزعة أطلقت حكيمة الحيطي يوم الماء في أجندة العمل والتنفيذ، صبيحة اليوم الثالث لاتفاقية الأممالمتحدة الإطار حول التغيرات المناخية بمراكش. الحيطي أشارت إلى أن موضوع الماء حيوي للعالم معربة عن سعادتها البالغة بتحقيق حلم تخصيص يوم موضوعاتي حوله لأول مرة في تاريخ مفاوضات الأرض في قمم المناخ، ومذكرة بأن 190 دولة من أصل ال 196 الموقعة على اتفاق باريس، أدمجت الماء في ‘‘ مساهماتها الوطنية المحددة ‘‘ الموجهة للأمانة العامة للاتفاقية . وأكدت الحيطي تقارير المجموعات العلمية الدولية حول المناخ التي أظهرت الحاجة الملحة للماء في عدد من الدول الافريقية، مبرزة خطورة الظواهر الاجتماعية التي صارت تنخر جسد العديد من الشعوب كالهجرات الجماعية. والماء كمادة حيوية في صلب التنمية، تتطلب من الجميع اليوم إعادة وضعها ضمن خارطة المفاوضات كموضوع رئيسي، مع العمل على إيجاد سبل تسهيل وتشجيع الاستثمارات في الماء. شرفات افيلال الوزيرة المنتدبة لوزراة الطاقة والمعادن والبيئة المكلفة بالماء، ثمنت إقامة يوم موضوعاتي خاص بالماء في مفاوضات الأطراف لمؤتمر مراكش، مبرزة أن الماء ليس مشكلا ولكنه حل للعديد من المشاكل، لأنه مقياس يعتمد عليه العلماء لفهم تسارع الظواهر المناخية وتحولاتها على الشعوب والمجتمعات الإفريقية. وعرضت افيلال على الحاضرين في افتتاح يوم الماء في ثالث أيام كوب 22 ‘‘ الكتاب الأزرق ‘‘ الذي تطلب إعداده سنة كاملة وهو ثمرة عمل مشترك جمع وزارة الطاقة والمعادن والبيئة والماء ووزارة البيئة والطاقة والبحر الفرنسية والمجلس العالمي للماء والبنك الإفريقي للتنمية. الكتاب يجمع كل الأفكار والاقتراحات والمبادرات التي من شأنها أن تستغل للضغط على صناع القرار، تضيف افيلال، من خلال مبادرات مهمة كمبادرة الرباط ومبادرة ‘‘ 350 مليون افريقي ‘‘ التي تحاول ايصال الماء الشروب للأفارقة المحتاجين لهذه المادة. وعددت أفيلال أشكال الجهود التي يقودها المغرب على المستوى الدولي والإفريقي في سبيل تعبئة الموارد الضرورية لتعزيز قدرة الدول الإفريقية على التكيف مع التغيرات المناخية في مجال الماء، وذكرت في هذا الصدد الزخم الذي شهده مؤتمر كوب 21 من حيث قضايا الماء والذي تعزز خلال الندوة الدولية حول الماء والمناخ، والتي تم خلالها تبني نداء الرباط: "الماء من أجل إفريقيا". من جهته أشاد الرئيس الشرفي للمجلس العالمي للماء، لوك فوشون، بالجهود التي قادها الملك محمد السادس والتي مكنت من إدراج الماء في صلب قضايا مؤتمر كوب 22، مبرزا أن الماء ولأول مرة في تاريخ مؤتمرات كوب 22 يتصدر قائمة القضايا الرئيسية في مؤتمر مراكش. وقال فوشون أن التكيف مع آثار التغيرات المناخية في مجال الماء يتطلب إعداد مقاربة ثلاثية تدمج التمويل والمعرفة والحكامة، داعيا إلى إدراج الحلول التي ستتم بلورتها في مراكش في الكتاب الأزرق للماء والمناخ. وشكل هذا الحدث مناسبة لوزيري تشاد وبوركينافاصو، المكلفين بالماء، لتبادل وجهات النظر حول عواقب التغيرات المناخية على القطاع المائي وطرق تعزيز التكيف، حيث أعرب الوزير التشادي، صديق عبدالكريم هكار عن الخطر الذي يمثله تقلص بحيرة تشاد على الملايين من السكان المعتمدين على البحيرة كمصدر للمياه، مشيرا إلى أن جفاف البحيرة يفاقم من ظاهرة اللجوء المناخي والنزوح القروي.