تم بأبيدجان، أمس الخميس في إطار الدورة الثالثة للمنتدى الإقليمي حول الفلاحة في إفريقيا الفرنكوفونية (أفريكا أكري فوروم 2016)، تسليط الضوء على استراتيجية الفرع الإفريقي للمكتب الشريف للفوسفاط في تطوير الأنظمة البيئية الفلاحية بالقارة. وفي كلمته، بهذه المناسبة، أشار المدير العام للفرع الإفريقي للمكتب الشريف للفوسفاط، كريم لطفي صنهاجي، إلى أنه على الرغم من المؤهلات الزراعية العديدة التي تزخر بها القارة، فإن منتوجات القطاع تواجه مشاكل عديدة تتعلق، من بين أمور أخرى، بالتوزيع وبمدى توفرها في نقاط التسويق، وبوجود منتوجات مقلدة أو رديئة وبارتفاع الأسعار، ما يشكل في نهاية الأمر حواجز تحول دون استخدام المزارعين للأسمدة، وتحديات تنتظر تدخل الفاعلين الصناعيين بالقطاع لرفعها وتجاوزها.
وأوضح أنه انطلاقا من هذه القناعة، تم توجيه فرع المكتب الشريف للفوسفاط بإفريقيا للعمل من أجل تطوير الفلاحة بالقارة، وتحقيق مزيد من القرب من الفلاحين الأفارقة، مسجلا أن هذا النهج يعتمد أساسا على تحسين اندماج أمثل في سلسلة القيمة الفلاحية، بهدف التأكد من توفير السماد الجيد في المكان والزمان الملائمين وبالسعر المناسب . وأشار صنهاجي إلى أن الفرع الإفريقي للمكتب الشريف للفوسفاط يتولى مع شركائه ببلدان القارة القيام بإجراءات هادفة من أجل فهم أفضل لتعقيدات أنواع التربة واقتراح منتجات مناسبة، مستحضرا كمثال الكوت ديفوار حيث تم تطوير تقنيات خاصة لتحسين مردودية منتوج الكاكاو، إلى جانب إطلاق إنتاج أسمدة مختلفة مناسبة لزراعة القطن. وقال إن لدى إفريقيا الموارد الطبيعية اللازمة لإنتاج الأسمدة محليا، والحد، بل وإلغاء وارداتها من هذه المادة، بالانخراط في إطار نموذج حقيقي للشراكة جنوب-الجنوب. وفي معرض تطرقه لمجال التكوين والبحث من أجل تطوير القطاع الفلاحي، أعرب صنهاجي عن إرادة الفرع الإفريقي للمكتب الشريف للفوسفاط مشاطرة شركائه الأفارقة المعرفة والخبرة، مبرزا إطلاق سلسلة من برامج التكوين والبحث التطبيقي الموجهة لتطوير منتجات تتناسب خصيصا مع احتياجات التربة والخصوصيات الثقافية، وذلك بدعم من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية. وبما أن تطوير الفلاحة يمثل رافعة أساسية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية بالقارة، يضيف المسؤول المغربي، فإن الفاعلين الصناعيين مطالبون بتزويد الفلاحين بالوسائل التي تمكنهم من الانتقال من زراعة تقليدية تحتاج إلى المساعدات العمومية والخاصة، إلى زراعة مستدامة عصرية ومنتجة للقيمة وموجهة للانخراط في حركية عالم الأعمال. ولتحقيق ذلك، أوضح صنهاجي أن فرع المكتب الشريف للفوسفاط بإفريقيا سيتيح المدخلات اللازمة عن طريق تحسين سلسلة القيمة وخفض التكاليف الوسيطة، وسيقوم بتحليل المعطيات والإشكالات المحلية لتطوير المنتجات المناسبة وبناء شراكات مع الفاعلين المعنيين بكل بلد. وسيسهر فرع المكتب الشريف للفوسفاط بإفريقيا على مقاسمة خبراته مع شركائه الأفارقة، مع العمل على تنفيذ الأنشطة والمشاريع اللازمة لخلق فرص عمل في القارة، كما سيستخدم المواد الخام الأفريقية لإنتاج وبقلب إفريقيا أسمدة ستكون موجهة للفلاحين الأفارقة. وخلص إلى أن الأسمدة الجيدة تضطلع بدورين رئيسيين في مكافحة تغيرات المناخ، بحمايتها من جهة للغابات من الاجتثاث عبر زيادة إنتاجية الأراضي الصالحة للزراعة، وأيضا بزيادة القدرة على تثبيت ثاني أكسيد الكربون في التربة الزراعية. يشار إلى أن الدورة الثالثة للمنتدى الإقليمي حول الفلاحة في إفريقيا الفرنكوفونية (أفريكا أكري فوروم 2016)،المنظم من قبل مجموعة تحت شعار "التحول والاستدامة: الطموحات الزراعية على مسار التنفيذ" ، من قبل مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط وبرعاية وزارة الزراعة والتنمية المستدامة الإيفوارية.