من مكناسة الزيتون حلق وزير الخارجية، الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار صلاح الدين مزوار ليحط بحمامه بجبال تارودانت حيث سيترشح في منازلة ساخنة مع عبد اللطيف وهبي القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة، مزوار لم يضع في حسبانه خوض الانتخابات البرلمانية لسابع أكتوبر، لكن فراغ مقعد حميد البهجة الممنوع من الترشح أثار شهيته للنزول بحمامه بدائرة تارودانت الشمالية، قرار بحسب المتتبعين لم يأتي من فراغ على اعتبار أن التجمع الوطني للأحرار قام ب" تحفيظ" تلك الدائرة فظل يكتسحها انتخابيا بحصد أغلبية أصواتها، وخير مثال على ذلك الانتخابات الجزئية التي جرت صيف هذه السنة لتعويض مقعد حميد البهجة الملغي، وقد تمكن الاحرار من استعادتها رغم ترشيحهم لاسم لا نفوذ، فحصدوا 24 ألف صوت متقدمين على الأصالة والمعاصرة بحوالي 10 آلاف صوتا. صلاح الدين مزوار الذي برر عدم خوضه غمار التنافس الانتخابي بمكناس لانشغالاته بملتقى مراكش العالمي " كوب 22 " عاد ليتراجع عن هذا القرار أو بالأحرى هذا التبرير بقبوله منازله الجرار في شخص وكيل لائحته عبد اللطيف وهبي عازما على التفوق عليه بعقر داره، مستغلا تغلغل الأحرار بعين المكان وتواصله القريب معه حيث كان دائم الزيارة لهذا المعقل التجمعي. عبد اللطيف وهبي في مقارعته لمزوار سيلعب على عنصر المحلية " وتمازريت" والقرب من المواطنين، على اعتبار أنه اختار النزول بدائرته التي ترشح بها سابقا وظل لصيقا بها بخلاف مزوار، كما سيلقى دعم الحسين بورحيم زعيم الأحرار الذي امتطى الجرار بعدما زادته قضية أستاذ تاردانت شهرة بعد نيله البراءة كاملة، إلى جانب تغلغله بمنطقة تارودانت الشمالية وقد تمكن الجرار من ضمان مكانة مريحة بهذه المنطقة خلال الانتخابات الجزئية الأخيرة بترشيحه بورحيم وكيلا للائحة. مزوار وهو يقابل وهبي أعاد التشويق إلى تارودانت الشمالية للظفر بالمقعد الأول والطمع في حصد الثالث بأكبر بقية، فالمقعد الثالث مع ذلك سيبقى معلقا بين الاستقلاليين الذين تضاءل وجودهم بهذه المنطقة وبين البيجيدي القوة الصاعدة التي اكتسحت المدن وبقي تواجدها خجولا بالمناطق القروية والجبلية، حيث أن عديديون لا يدخلونها ضمن حسابات الكبار واكبر مفاجأة يمكن أن تقع هي انتزاع المقعد الرابع من يد الاستقلاليين.