مع تزايد عدد الحوادث المأساوية خلال الأعراس في اليمن بسبب تقليد إطلاق النار في الهواء خلال الاحتفالات قررت السلطات في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، احتجاز أي عريس يتم إطلاق النار في احتفالات عرسه. ونص تعميم أصدره، السبت، سالم علي بن الشيخ أبوبكر، مدير عام مدينة المكلا، نشر على الصفحة الرسمية للسلطة المحلية بالمدينة على فيسبوك على أنه "عند إطلاق النار في العرس فإنه سيتم احتجاز العريس ووكيل العروس من قبل الأمن بمساعدة الجيش". وحذر الشيخ أبوبكر الأهالي من ظاهرة إطلاق النار والمفرقعات التي تصدر صوتا مزعجا في الأعراس وطالما تسببت في حدوث حالات قتل وإصابات أحيانا، نتيجة سوء الاستخدام، إضافة إلى الإزعاج وتعكير هدوء الأحياء السكنية. وتعد ظاهرة إطلاق النار في الأعراس في أغلب المدن والمناطق اليمنية من العادات المرافقة لحفلات الزواج. ونتيجة لآثارها السلبية، لجأت العديد من الأسر إلى تدوين ملاحظة تنص على التحذير من إطلاق النار في دعوات الزفاف، إلا أنه في الغالب لا يتم الالتزام بذلك من قبل المدعوين وأهل العروسين. ويأتي إقرار هذه العقوبة بعد إصدار اللواء فرج بن سالمين البحسني، قائد المنطقة العسكرية الثانية بمحافظة حضرموت، الاثنين الماضي، قرارا قضى بموجبه منع إطلاق الأعيرة النارية منعا باتا في الأعراس والمناسبات. وحث البحسني المواطنين بمناطق ساحل حضرموت "على الالتزام بالقرار لتثبيت الأمن والهدوء والسكينة، متوعدا المخالفين بعدم التعاطف والتهاون معهم". وأطلقت منظمات وجمعيات مدنية في العاصمة صنعاء في مارس الماضي حملة للتوعية بمخاطر إطلاق النار في الأعراس والمناسبات تحت شعار "لا تقتلني بفرحتك". وتضمنت الحملة العديد من الفعاليات والأنشطة والارشادات الهادفة إلى إبراز الأضرار السلبية لإطلاق النار والألعاب والمفرقعات النارية في الأعراس والمناسبات وما تخلفه من وفيات وإصابات بين المواطنين. وتم توزيع منشورات وملصقات إرشادية على المواطنين في صالات الأعراس والمدارس والمساجد والشوارع الرئيسية والأسواق العامة، كما تم بث أفلام وثائقية في مختلف وسائل الإعلام تظهر سلبيات استخدام الأسلحة النارية في الأعراس ونتائجها المأساوية على المواطنين. واعتبر عدد من القضاة والمحامين إطلاق الرصاص الحي في الأعراس والمناسبات جريمة قتل عمدي يتحمل أهل العرس أو المناسبة العقوبة القانونية والقضائية حيالها. وتتباهى بعض القبائل في اليمن بإعطاء أطفالها أسلحة وتعليمهم التعامل معها في الأعراس التي يرتبط إطلاق النار فيها بحجم الذخيرة المعتمدة، فكلما استمر دوي أصوات الرصاص مدة أطول كلما زاد العرس قيمة. ورغم منع تلك العادة الخطيرة من قبل وزارة الداخلية اليمنية ومعاقبة المخالفين بالسجن والغرامة المالية، إلا أن الاضطرابات الأمنية التي تشهدها البلاد، أعادت الظاهرة إلى الانتشار وبشدة في أوساط الناس في المدن وخصوصا الأرياف.