تتغير الكثير من العادات في حياة الحامل، ومن بينها تغير العادات الغذائية التي يمكنها أن تؤثر بالسلب كما الإيجاب على صحة الأم والجنين في آن واحد. الأخصائية في التغذية والترويض زينب بناني تبرز التغيرات التي يعرفها جسد المرأة في فترة الحمل، مع ما يستوجبه هذا التغير من انتقاء في النظام الغذائي، كما تحدد المصادر الغذائية لمجموعة من المعادن والفيتامينات التي تساعد في النمو الطبيعي والسليم للجنين، إضافة إلى استعراض بعض الخطوات السلبية التي يتوجب على الحامل تجنبها «يتحكم طعام الحامل في مستقبل بنية الطفل، كما أن فترة الحمل تعد مرحلة استثنائية في حياة المرأة التي تتبدل طباعها لتصبح أكثر ميلا للعصبية، والتوتر مع تغيرات فيزيولوجية» تقول الأخصائية زينب بناني أثناء حديثها عن أهمية الطعام الذي تهمله الكثير من الحوامل دون الانتباه إلى أن المعدة و الأمعاء هما أكثر الأعضاء تأثرا خلال فترة الحمل بسبب الحيز الذي يشغله الجنين مما يؤدي إلى الضغط عليهما وبالتالي التأثير على أدائهما، وهنا يصبح اختيار الطعام وطريقة طهيه وتنظيفه جزء من تخفيف العبء على معدة الحامل التي تعاني في العادة من مشاكل في الجهاز الهضمي، تؤدي للانتفاخ والتقيؤ، والإحساس بالحرقة أعلى المعدة. النظام الغذائي المثالي بالنسبة للحامل يجب على الحامل أن تراعي توزيع حاجياتها اليومية من الغذاء الصحي، حيث تشكل نسبة البروتينات ما بين 15 الى 20في المائة من الوجبة، والدهنيات نسبة 30 في المائة، بينما تحتفظ السكريات بنسبة نصيب الأسد حيث تبلغ 50 في المائة لكون دماغ الطفل يحتاج للسكريات أثناء تكونه ببطن الأم، ويمكن لهذه النسب أن تتوزع على أربع حصص من مشتقات الحليب، ما يعني 1000 ميليغرام من الكلسيوم في اليوم ، إضافة إلى خمسة أصناف من الفواكه والخضر، وصنفان من البروتينات، وكمية تتراوح مابين 15إلى 30ميليليتر من الزيوت، دون نسيان الحصة اليومية من الماء التي تتراوح ما بين لتر ولترين. وتنقسم البروتينات إلى صنفين، بروتين حيواني وهو الموجود في اللحوم، البيض، الحليب،والجبن. في حين يتواجد البروتين النباتي في القطاني والحبوب، ويفضل أن تتناول المرأة البروتين الحيواني، مع تجنب السكريات المصنعة السريعة الحرق، مثل الحلويات، مع استبدالها بالسكريات الطبيعية التي تحتاج مدة أطول للاحتراق وهي الموجودة بكثرة في الحبوب ، الأرز، الخبز الكامل، والقطنيات. من المهم أيضا للحامل أن تتناول الأطعمة الغنية بالحديد، لأنه يساهم في بناء الكريات الحمراء للجنين، ويمكنها الحصول عليه من خلال تناول اللحوم الحمراء، السمك، أصفر البيض، السبانخ، الكبد، والعدس. وينصح أغلبية الأطباء الحامل باستخدام المكملات الغدائية المحتوية على الحديد ابتداء من الشهر السادس، لأن نمو الجنين يدفعه لاستهلاك المزيد من الحديد، مما يسبب نقص هذا المعدن من جسم الأم، ويمكن لهذا الخصاص أن يخلق بعض المشاكل أثناء الوضع. من المعادن المهمة التي يحتاجها جسم الحامل نجد الفولات الموجود في الكبد، اللحوم ، السبانخ، الملفوف الذي تتجنب بعض الحوامل تناوله بدعوى تسببه في الغازات لكنه في الواقع ممتاز بالنسبة للحامل، كما تعتبر الفواكه الجافة مصدرا مهما من مصادر الفولات. وتكمن أهمية هذا المعدن في كونه يساعد على تكوين الكريات الحمراء للجنين إضافة لكونه المسؤول عن تثبيت الحديد داخل الجسم، لذا لابد من الحرص على تناوله، لأن تناول الحديد لوحده يسهل عملية تلفه من الجسم. للمنتوجات الحليبية أيضا أهمية كبرى لأنها المزود الرئيسي بالكلسيوم الذي يساهم في النمو الطبيعي للهيكل العظمي للطفل، وفي حال تعذر على الحامل تناول الحليب ومشتقاته لسبب من الأسباب، يمكنها الحصول على حاجتها من الكلسيوم من خلال تناول الخضراوات ذات اللون الأخضر لأنها تعد المصدر الرئيسي للكلسيوم. إلى جانب المعادن نجد الفيتامين س الذي يساعد الحامل في التغلب على التعب، كما يعمل على تقوية جهاز المناعة لمحاربة التعفنات. ويمكن الحصول عليه من فاكهة الكيوي، لأن حبة واحدة من الكيوي توفر للجسم ما يمكن أن توفره 20حبة من فاكهة البرتقال من حيث احتوائها على فيتامين س، إذا تعذر الحصول على الكيوي يمكن للحامل أن تحصل على فيتامين س من الحامض و البرتقال، إضافة للملفوف. عموما تنصح المرأة في الأشهر الأولى بالحرص على تناول المغنزيوم والكلسيوم اللذين يساهمان في تكوين عظام الجنين بطريقة سليمة، مما يسمح له بالتموقع بطريقة جيدة داخل المشيمة والتماسك مع نسيجها، يضاف إلى ذلك اليود، وفيتامين د، لتجنب الولادة المبكرة. ويتسبب نقص المغنزيوم في ظهور التوتر على الحامل، مع حريق على مستوى الرأس، مع كثرة الانفعلات، وتشنجات في الأطراف، و آلام في الصدر. من الأفضل أن تحصل المرأة على كفايتها من الأغذية مباشرة بدل الاستعانة بالمكملات الغذائية، باستثناء الحديد الذي يحتاجه الجسم. أخطاء شائعة من الأخطاء التي تقع فيها الحوامل الأكل بكميات مضاعفة بدعوى وجود فرد إضافي بأحشائهن، وتؤدي هذه الخطوة إلى زيادة وزن الأم والجنين معا مما يجعل عملية الولادة عسيرة، ويصبح الأمر أكثر خطورة عندما تتناول الحامل أطعمة مشبعة بالدهون والمواد المصنعة. لذا يتوجب اعطاء الأولوية للنوع لا للكم، كما يشترط أن تخضع الكمية لنوع النشاط الذي تمارسه الحامل، لأن المرأة العاملة تحتاج لكمية تفوق الكمية التي تحتاجها ربة البيت، عموما يجب أن تحدد المرأة عدد السعرات الحرارية التي تتناولها في اليوم بحيث لا تتعدى 2000 كالوري خلال الأشهر الثلاثة الأولى، ويمكن للكمية أن ترتفع إلى 2200 كالوري ابتداء من الشهر الرابع، مع العلم أن المرأة الغير حامل تتناول 1800كالوري في اليوم. الحرص على الوزن من الأمور التي يجب أن تنتبه لها الحامل حتى لا يزيد معدل ما تكتسبه من الوزن الزائد خلال الحمل إحدى عشر كيلوغرام. إهمال وجبة الفطور من الأخطاء التي تقع فيها بعض الحوامل، مما يشعرها بالرغبة في التقيؤ بشكل دائم بسبب فراغ المعدة، مع حرقة وانزعاج، لذا تنصح المحامل بتناول الفطور، مع تناول الوجبات بشكل متفرق. ما يتوجب على الحامل تجنبه تنصح الحامل بتجنب الأكل الثقيل المحتوي على الدهون و الصلصات المتبلة، كمايتوجب عليها التقليل من الشاي والقهوة، مع تجنب النوم أو الاستلقاء بعد الأكل مباشرة لأن المعدة تكون حساسة في هذه المرحلة، وتصبح أكثر عرضة للتقيؤ. تنصح الحامل بالابتعاد عن الكحول والسجائر، لأن الكحول يمكن أن تحدث تشوهات خلقية للجنين ، وتأخر في نمو الجهاز العصبي، مع امكانية الولادة في غير موعدها. مع الابتعاد عن الأعشاب في فترة الحمل لاحتوائها على مكونات ذات سمية يمكنها إصابة الجنين بتشوه، باستثناء الشاى واللويزة اللذين يمكن شربهما بكميات قليلة. من الأخطار التي تحيط بالجنين، نجد الطفيليات التي يمكنها الوصول للسائل المشيمي عبر الأم، والتي يمكنها التأثير على نمو الجنين مع امكانية التسبب في بعض التشوهات، وأحيانا قد يحصل اجهاض، ولتتجنب الحامل حصول هذا الأمر يتوجب عليها الحذر الشديد أثناء اعداد طعامها، حيث تنصح بالطهو الجيد للحم بسبب احتوائه على العديد من الطفيليات بسبب تعرضه للهواء، كذا تنصح الحامل بالغسل الجيد للفواكه والخضر لإحتوائها على مواد كيميائية إلى جانب الطفيليات، كما تنصح المرأة بغسل يديها جيدا بمجرد لمسها للحم النيء، حتى لا تنتقل الطفيليات المجودة في اللحم لها، مع عدم الاقتراب من القطط والكلاب التي تشكل بيئة خصبة لمجموعة من الطفيليات. ممارسة الرياضة بالنسبة للحامل تنصح المرأة بالراحة التامة خلال الثلاثة أشهر الأولى من الحمل لأن الجنين في مرحلة التكوين، كما أن الحبل السري في طور الالتحام مع المشيمة مما يعني أن أي حركة غير مدروية من المرأة يمكن أن يشكل ضغطا أو جهدا إضافيا قد يتسبب في انفصال المشيمة عن الحبل السري مما يسبب الاجهاض. بعد تجاوز الأشهر الثلاث الأولى يمكن للمرأة أن تبدأ في ممارسة المشي مع بداية الشهر الرابع، بينما تتطلب بعض الحالات الانتظار إلى الشهر الخامس. يمكن أن تنضاف السباحة للمشي، مع بعض تمارين الترويض داخل المسبح تحت اشراف مختص لأن هذا الإجراء يساعد على الوضع في ظروف طبيعية. كما تنصح المرأة خلال الشهر التاسع بالخضوع لحصص في ترويض الجهاز التناسلي لتمرين عضلات البطن على انقباضات فترة الطلق. يساهم المشي إلى جانب الأكل بطريقة منتظمة في الحفاظ على وزن الحامل التي تنصح بأن لا يزيد وزنها خلال الثلاثة أشهر الأولى، لكن مع بداية الشهر الرابع تبدأ في اكتساب الكيلوغرامات التي يجب أن تتراوح ما بين ثمان كيلوغرامات إلى 11كيلو، ويعد الأمر غير صحيا في حال قل عن الثمانية، أو زاد عن الإحدى عشر. سكينة بنزين