«المرض الخايب»، «المرض اللي ما يتسماش»، «المرض المميت»، كلها مصطلحات يجب التخلص منها وعدم استعمالها حسب الدكتور رشيد بن منصور الاختصاصي في أمراض السرطان، الذي كان يتحدث خلال لقاء تحسيسي احتضنته ساحة إقامة الزيتون بمركب باب كاليفورنيا بالدار البيضاء يوم الأحد 04 مارس. «يجب أن يستوعب الجميع أن مرض السرطان مرض كباقي الأمراض» يضيف الدكتور بن منصور، ومن ثم على النساء والرجال أيضا عدم الانسياق خلف الأفكار المغلوطة المرتبطة بالأمراض السرطانية، لأن الحلول الطبية لهاته الأمراض متاحة أماهم، كما عرفت وسائل الفحص والعلاج تطورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة. كان العنصر النسوي حاضرا بقوة في اللقاء التحسيسي الذي انطلق على الساعة الحادية عشر صباحا، وتمحور حول سرطان الثدي وعنق الرحم، فلقد استحوذت النساء على أغلب الكراسي المخصصة لاستقبال الراغبين في الاستفادة من المعلومات والنصائح الطبية، خلال الندوة التي نظمتها جمعية باب كاليفورنيا للثقافة والتنمية الاجتماعية، ويشارك فيها أطباء حرصوا على القيام بدورهم في توعية الحضور. «الغاية من تنظيم هاته الندوة هي التحسيس والتوعية بأهمية الفحص المكبر لسرطان الثدي وسرطان عنق الرحم بعد أن عرفت حالات الإصابة بهذين المرضين تزايدا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة» تقول الدكتورة نجوى بونو طبيبة عامة وعضو بجمعية باب كاليفورنيا للثقافة والتنمية الاجتماعية، وتوضح بأن هذا اللقاء التحسيسي يستهدف النساء في الشريحة العمرية ذات 35 سنة فما فوق المعرضة للإصابة بسرطان عنق الرحم، والشريحة العمرية ذات 45 سنة فما فوق والتي تعتبر أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي. في الوقت الذي تشير فيه الإحصائيات إلى أنه يتم إحصاء ما يناهز 7000 حالة من حالات سرطان الثدي كل عام وهو ما يمثل 20 حالة يوميا، يؤكد الدكتور بن منصور أن تلك الإحصائيات ليست دقيقة ولا تعبر عن الواقع إذا ما قورن بواقع الدول المتقدمة مثل فرنسا حيث يتم تسجيل 60 ألف حالة، لأن هناك وعي كافي في هاته الدول بأهمية الفحص المبكر. يضيف الدكتور بن منصور أن الحلول الطبية تعطي أكلها وتحقق نتائج جد إيجابية في حال تم تشخيص السرطان في وقت مبكر، مؤكدا على أهمية الخضوع للفحص بانتظام لتفادي مضاعفات الأمراض السرطانية، بالإضافة إلى أن العلاج في هاته الحالة يكون أقل من حيث التكلفة، ومن حيث الصعوبة، ففيما يخص سرطان الثدي مثلا، إذا تم اكتشاف الورم في وقت مبكر، يكون حجمه صغيرا ويتم استئصاله، دون أن يكون هناك تأثير على جمالية الثدي. من جهتها دعت الدكتورة نجوى بونو النساء الحاضرات خلال الندوة إلى تخطي حاجز «لحشومة» والمسارعة للاستفادة من فحص سرطان الثدي، خاصة أن العديد من الجمعيات في مقدمتها جمعية الأميرة لالة سلمى لمحاربة داء السرطان تبذل مجهودات متواصلة وتقدم العديد من الخدمات تتمثل في مراكز الكشف المخصصة لاستقبال النساء الراغبات في الاستفادة من الفحص الطبي بالإضافة إلى مختلف الاستشارات المتعلقة بأمراض النساء والولادة. شادية وغزو.