على مسرح مكشوف ب(حديقة الحرية) المقابلة لدار (الأوبرا) المصرية، وعلى ضفاف النيل، تألقت المطربة المغربية الشابة الخنساء باطما في حفل أحيته ليلة أمس في افتتاح الدورة الخامسة لمهرجان وسط البلد للفنون المعاصرة (دي كاف). ومهرجان (دي كاف) هو مهرجان دولي متعدد الأنشطة يستقطب فنانين أغلبهم شبابا وموهوبين لعرض إبداعاتهم على جمهور هو أيضا في أغلبه من الشباب التواق لفن جميل . وعلى مدى أكثر من ساعة، تفاعلت الخنساء باطما وهي تتحرك بكل خفة ورشاقة على المسرح المكشوف مع جمهور غفير صفق لها كثيرا وتفاعل مع أغانيها التي قدمتها لهذا الجمهور وكلها بالدارجة المغربية . وبدأت الفنانة المغربية الشابة حفلتها بأغنية (نستاهل)، ثم (أنا مليتك)، و(خاد عقلي)، فالأغنية الشهيرة للراحل الكبير محمد فويتح (أو مالولو) التي قدمتها بشكل جديد اعتمدت فيه موسيقى (نيو ميتال) . وعبر عدد من الشبان الذين حضروا حفل الخنساء، وأغلبهم من هواة وعشاق ودارسي الموسيقى والفنون المسرحية والسينمائية، عن إعجابهم بموهبة الخنساء وأدائها وحسن تحركها على الخشبة وهي تؤدي وتقدم إبداعها لجمهورها من الشباب التواق لفن وإبداع مغاير لما يسود الساحة الفنية. و نوه (أسامة)، وهو شاب يدرس الفنون المسرحية والسينمائية في القاهرة ، بإعجاب كبير، بالمطربة الخنساء وفنها ونوع الموسيقى التي تقدمها، معتبرا أن صوتها مميز ويضفي على أدائها رونقا وقبولا وإعجابا من الجمهور. وتعتبر الخنساء، بحسب ما جاء في كتيب وزعه المنظمون على الصحافة، واحدة من رموز الروك المغربي، وهي الوحيدة من بين الفنانات التي تقدم هذه النوعية من المغرب. وعلى الرغم من أنها تنحدر من عائلة موسيقية عريقة يقول المصدر- إلا أنها علمت نفسها بنفسها، إذ تمتلك قدرات صوتية مذهلة طورتها دون الحصول على أي تعليم موسيقي رسمي. و على مدار ألبوماتها الثلاثة (مليتك- وشرق وغرب – وعلى ابواب الصحراء)، وألبوم رابع في مرحلة الإعداد حاليا، استوحت الخنساء موسيقاها من التراث الموسيقي المغربي التقليدي وعملت على مزجه بلمسة غربية مع إبراز اللهجة المغربية الدارجة في أغانيها . ووصفت الوثيقة أحدث أعمالها بأنها نوع "غير مكتمل" من أنواع الروك المقتبس من أنواع الروك البديل الذي برز في التسعينات ممزوجا بالموسيقى الشعبية المغربية التقليدية كما تجسد ذلك في إعادة تقديمها لإغنية (أو مالولو) للراحل محمد فويتح بموسيقى (نيو ميتال) ،وهي أغنية أصبحت من الأغاني المميزة لها . ويذكر أن الخنساء ،المنحدرة من عائلة باطما الفنية المعروفة ، قدمت العديد من الحفلات في العديد من الدول العربية والأجنبية. وشاركت في حفل افتتاح المهرجان أمس بعد الخنساء، مطربة مصرية موهوبة هي دينا الوديدي، التي يصف المتابعون صوتها بالرائع والاستثنائي، وقدمت على مدار عمرها الفني (نحو ست سنوات) العديد من الأغاني النابضة بالحياة، وتناولت العديد من القضايا في المجتمع المصري، وأصبحت تجلب أكبر قدر من الجمهور. ويتألف المهرجان الذي يعقد في الفترة من 31 مارس إلى 22 أبريل من ستة أقسام مختلفة ومتنوعة هي الفنون المسرحية،والموسيقى بأشكالها المختلفة، والسينما، والفنون البصرية، وبرنامج روح المدينة، والفعاليات الخاصة. ويركز المهرجان على فكرة إشراك الجمهور بشكل مباشر وتفاعلي في العروض المسرحية، أو بإدراجهم في العملية الإبداعية نفسها. كما تجري فعاليات المهرجان في العديد من الأماكن المختلفة بوسط القاهرة التاريخية لإعطاء لمسحة خاصة لهذا المهرجان الذي أبدعه ويشرف عليه نخبة من الشباب المصري.