في الوقت الذي سبق للوزارة المكلفة بالتجارة الخارجية، أن رفضت طلب لمهنيي السيراميك لحمايتهم مما يعتبرونه «إغراق» من طرف نظرائهم الإسبان، لم تفتر عزيمة المهنيين بعد وتقدموا بطلب ثان إلى الوزارة، في أكتوبر من العام الماضي. و كان رفاق محسن لزرق في الجمعية المغربية لصناعات السيراميك، قد تقدموا بطلب لإجراء تحقيق في الموضوع. وقبلت الوزارة الطلب. لكن البقية لم تأت بما تشتهي سفن السيرامكيين، ليقرروا في النهاية وضع طلب ثان بحر الأسبوع القادم. وفي ندوة سابقة لمحسن لزرق رئيس الجمعية المهنية لصناعة السيراميك بالمغرب، أكد هذا الأخير أن السيراميكيين المغاربة لايخشون المنافسة من أي كان، بالنظر إلى مستوى الجودة الذي بات يتوفر عليه السيراميك المغربي، بفضل التأهيل وإدخال التكنولوجيات الحديثة، لكنه أشار في المقابل إلى أنه لا يمكن القبول بممارسات غير شريفة. المنافسة غير الشريفة تأتي أساسا من إسبانيا وإيطاليا، وإن كانت الجارة الإيبرية هي الأكثر تهديدا لهذا القطاع بالمغرب، حسب لزرق الذي أكد أن السيراميك المغربي انبعث من عدم قبل عقود بالمغرب، و شق طريقه بثبات، بل تم إدخال أحدث التكنولوجيات عليه لتقديم منتوج ذي جودة عالية، لكن سياسة الإغراق «الدابينغ» التي ينتهجها المهنييون، لاسيما بالجارة الإيبيرية، يرهن القطاع للمجهول، ولهذا السبب يجب فعل شئ ما لوقف هذا النزيف، حسب لزرق. خلال تلك الندوة الصحفية، ساق محسن لزرق العديد من الممارسات التي وقف عليها المهنيون المغاربة. و أبرزها أنه يتم استيراد السيراميك من الجارة الشمالية بسعر 36 درهما للمتر المربع دون احتساب الضريبة على القيمة المضافة، في حين تبلغ كلفة إنتاج السيراميك المستورد على الأقل 3,5 أورو للمترب المربع.