ما الذي يحدث حينما توفر منتجا يلبي احتياجات الجميع، وحينما تبتكر أسلوب حياة جديد من خلال نظام مبتكر مجرب سهل الاستخدام؟ أنت تتعامل مع شركة نجحت وعن حق في أن تضاعف معدلات نموها شهريا في العالم أجمع، محققة ثروة غيرت حياة كل من انتهز هذه الفرصة. مرحبا بك في (ترافيل فينشر انترناشيونال)، أو (تي في آي إكسبريس) العملاق الجديد في صناعة البيع المباشر. ستكتشف خلال الدقائق التالية نظاما ثوريا مبتكرا لن يغير فقط من نظرتك للوسيلة التي تصنع بها الثروة، ولكنه سيوسع كذلك من آفاق تفكيرك تجاه ينجح الأفراد رواد الأعمال في تأسيس شركاتهم الناجحة في جميع أنحاء العالم. كما ستتعرف على الكيفية التي ينجح بها موزعونا من مختلف المستويات، في تحقيق آلاف من الدراهم شهريا، من خلال نظام بسيط فعال نجح في تغيير معالم هذه الصناعة بأكملها. فهناك آلاف من الأفراد المنتمين إلى أكثر من خمسين دولة يحققون مكاسب مادية كبيرة وهم في منازلهم. كانت هذه العبارات كافية لكي تجتذب آلاف من البناء، أو الآلاف من الضحايا، وهكذا كانت قد اعتقلت المصالح الأمنية بأنفا بالدار البيضاء، الجمعة قبل أسبوع مدير الشركة. حيث تمت إحالته على أنظار المحكمة الجنحية بعين السبع للتحقيق معه بتهمة النصب والاحتيال على العشرات من المواطنين. وحسب مجموعة من المواطنين المتضررين، فإن المدير المعتقل وابن صاحبة شركة «تي في آي إكسبريس» السودانية الجنسية، قاما بإنشاء شركة خاصة بالسياحة والبيع الشبكي، حيث كانوا يتوصلون من كل شخص بحوالي 4000 درهم كعربون للانخراط، لتتوالى الإيداعات في حساب الشركة، والتي تختلف من واحد لآخر. فهناك من أودع في حساب الشركة 120 ألف درهم، وهناك من نصب عليه في نحو 400 ألف درهم وهكذا. وشركة «تي في آي إكسبريس» أنشئت في المغرب منذ حوالي سنة فقط، ولها فروع عديدة في المغرب، حيث استطاعت صاحبة الشركة وابنها السودانيان النصب على العشرات من المواطنين «محامون أصباء مهندسون…» في هذه الفترة الوجيزة، وتهريب أزيد من مليار ونصف من السنتيمات خارج أرض الوطن، بعد أن تمكنت الأم صاحبة الشركة استطاعت الفرار من المغرب منذ أسبوع ومعها هذا المبلغ المهم. تمكنت من تهريب مليار ونصف خارح أرض الوطن صاحب شركة للسياحة من جنسية سودانية تنصب على عشرات المغاربة أنت أمام فرصة فعلية وشركة حقيقية تتعامل مع أناس حقيقيين في مختلف أرجاء العالم، يحققون مداخيل مادية شهرية مدهشة، وبصورة مستمرة شهرا بعد شهر، وعاما بعد عام. تخيل أن تمتلك نشاطا تجاريا، يتيح لك أن تحدد بنفسك ساعات العمل والأفراد الذين تتعامل معهم، والأهم هو قدرتك على أن تكسب وبكل حرية دخلا غير محدود وهو ما يتوقف فقط على قدر الجهد الذي تبذله في عملك. إن (تي في آي إكسبريس) تمنحك هذا النوع من السيطرة ومستوى معيشيا يتوق إليه ملايين البشر في جميع أنحاء العالم. يمكنك أن تمتلك القدرة على زيادة دخلك بصورة هائلة، مهما كان عمرك ومهما كانت خبراتك أو مستواك المعيشي. ألم يحن الوقت بعد إلى الانتقال مما هو غير أكيد…إلى حيث لا يمكن لأحد أن يوقفك؟ بادر بالالتحاق بقطار النجاح مع نظامنا المدهش للبناء السليم لمشروعك وما يحمله من مفاهيم تسويقية غير تقليدية! وبوسع بضع ساعات إضافية أن تبني لك مشروعا يدر الملايين عليك وعلى عائلتك. طموح مشروع كانت هذه البطاقة التعريفية كافية، لكي تجتذب اهتمام وفضول فاطمة وهي الأم لأربعة أبناء، كانت تمتلك حزمة صغيرة من الدراهم تريد استثمارها لكنها لم تعرف كيف يمكنها ذلك. القدر وحده هو الذي جعلها تلتقي بصديقة لم تلتق بها منذ سنوات، أخبرتها هذه الصديقة بعد العديد من اللقاءات التي تمت بينهما فيما بعد، أنها عضوة بإحدى الشركات المتخصصة في السياحة وبأنها تستطيع أن تستثمر أموالها في هذه الشركة، بحيث يمكنها أن تستثمر بضعة من الدراهم وتجني من ورائها الآلاف من الدراهم بعد فترة وجيزة، ناهيك عن استفادتها من خصومات مهمة، إن هي رغبت في القيام برحلات سياحية سواء كانت داخلية أو خارجية. هذا ماكانت ترغب فيه فاطمة بالتأكيد، لهذا رافقت صديقتها إلى مقر الكائن بزنقة ابن منير بالمعاريف. هناك استقبلتهما امرأة في مقتبل العمر أجلستها على كراس بلاستيكية في انتظار أن تدق عقارب الساعة الثالثة بعد الزوال لكي تشرح لهما تفاصيل العرض. وسيلة للإقناع وضعت أمامها مجموعة من المنتجات والخدمات التي تلبي كل الرغبات، من الإجازات المجانية وحتى الرحلات المتمتعة بالتخفيضات إلى كافة أرجاء العالم لأن للشركة علاقة استراتيجية ببعض من ألمع الأسماء في عالم السياحة والسفر. وأخبرتها المرأة بأنها استمتعت بباقة الإجازات والعضويات في نواد واستفادت من مغامرات مليئة بالمتع والترفيه. تقول فاطمة «صراحة كنت متشوقة للاستمتاع إلى المزيد من حديثها، فقد كنت أشعر أنني عثرت على مبتغاي، شركة تنظم رحلات داخلية وخارجية بأسعار تفضيلية وفي الوقت نفسه أستثمر فيها أموالي والعائدات المالية ستكون كبيرة جدا». وبالفعل استثمرت فاطمة 120 ألف درهم وأقنعت صديقاتها وأصدقائها استثمار مدخراتهم، فهناك من سلم صاحبة الشركة أكثر من 400 ألف درهم، لكن جميع الوعود التي تلقوها سواء، السفر بأسعار تفضيلية أو الأرباح، مجرد حبر على ورق لتضيع أحلام حوالي 6000 شخص حلم لتغيير حياتها بالانضمام إلى هاته الشركة. عبارات رنانة أغلبنا قد سمع أحد هذه العبارات الرنانة «اجني آلاف الدراهم شهريا في أوقات فراغك»، «اصبح مستقلا ماديا ومسؤولا عن نفسك» وغيرها الكثير من العبارات المشابهة، التي سقط في فخها العشرات من الأشخاص، بل الآلاف كما حدث مع الشركة التي انخرطت بها»، هكذا بدأ هند حديثها عن عملية النصب التي تعرضت لها من طرف شركة (تي في آي اكسبرس). لتسترسل قائلة: «التسويق الشبكي أو الهرمي هو طريقة في بيع المنتجات تعتمد على بيع المنتج إلى المستهلك بالإضافة إلى بيعه للأشخاص «المجندين» في هذا العمل الذين «يجندون» أشخاصا آخرين ويبيعونه لهم، وهكذا قبل وصوله إلى المستخدم النهائي وهذا يشكل عدة مستويات للبائعين». وتتابع «تعلمت فقط في ظرف سنة وهي عمر الشركة المذكورة في المغرب، كيف أكون غريبة بالنسبة لك، لكن أكون محادثة ودية معك، فدعوت أشخاصا لأقوم بشرح طبيعة العمل، وباستعراض قصص لكيفية الربح وسهولة العمل وأن الربح فيه مضمون وقد يعرض قصص نجاحات بعض الأشخاص في هذا العمل، ويتم في نهاية هذه المقابلات تجنيد أشخاص إما عن طريق بيع منتج لهم ليبيعوه لغيرهم أو فقط اشتراك وهكذا، لكن صدمت بالحقيقة عندما استثمرت أمولا كثيره في هذا المشروع وأموال أناس آخرين وهربت صاحبة الشركة بكل شيء». هذه حكايتي مع شركة (تي في آي إكسبرس) صاحبة الشركة نصبت على 6000 شخص وهربت أزيد من مليار ونصف خارج المغرب عندما أخبرتني صديقة لي أنه تأسست حديثا بالمغرب شركة تنظم رحلات داخل وخارج المغرب بأسعار تفضيلية جدا، سعدت بالخبر فأنا من هواة السفر، خصوصا إذا كان الأمر لن يكلفني الكثير. لم أكذب خبرا وحددنا موعدا للانتقال إلي الشركة المذكورة، أول ملاحظة لاحظت أن مقر الشرك يتواجد في زنقة ضيقة بالمعاريف، وعادة الشركات التجارية تبحث دائما عن مقرات في أماكن تجارية معروفة حتى يمكنها أن تجتذب أكبر عدد من الزبناء. المثير في الأمر أن اسم الشركة (تي في آي إكسبرس) لم يكن مشارا إليه في أي مكان سواء على باب العمارة التي تتواجد فيها شقة الشركة أو على باب الشقة نفسها، الاسم يتواجد فقط على اللوحة الإشهارية التي توجد داخل الشقة المذكورة. عندما دخلت الشقة وجدتها ضيقة جدا، فهي مكونة من غرفة صغيرة اتخذت منها صاحبة الشركة السودانية وابنها مكتبا لهما لاستقبال الزبناء الجدد وأموالهم، وغرفة أخرى خاصة ب«الدرس» وهذا يعني المكان الخصص لشرح تفاصيل خطة المكافآت وكيفية الاستفادة من عروض الشركة الخاصة بالسياحة. استقبلتني عضوة في الشركة بكل حفاوة وشدت على يدي عندما صافحتني وعرفتني على أنها المسؤولة عن تسويق منتج الشركة، وبدأنا بالدردشة بأسلوب تسويقي ممزوج بالنصب والاحتيال. أخبرتني هذه المرأة أن (تي في آي إكسبرس) تكتل متعدد الجنسيات. والهدف هو تقديم أرقى خدمات ومنتجات السفر والضيافة للمستهلكين الواعين بأسلوب ونمط الحياة. أخبرتني أنه بانضماني فإنني سأحصل على العديد من الفوائد مثل السفر المجاني والخصومات على الرحلات والجولات السياحية. وليس هذا فحسب، فلكون الشركة (تي في آي إكسبرس) تتمتع بالمسؤولية الاجتماعية، فإنها تؤمن بفتح باب الأعمال أمام جيمع الأعضاء. فمنذ لحظة تسجيلي لخدمات الشركة، فإني سأصبح موزعة مستقلة، وهذا يعني ساعات عمل مرنة وحرية العمل من المنزل، وباستخدام الإنترنت كوسيلة للترويج عن العمل، فإنه بالكاد ما يتطلب الأمر أي استثمار مادي. حاولت هذه المرأة وهي تقدم نفسها للمرأة الناجحة التي استطاعت أن تحقق جميع طموحها بانضمامها لهذه الشركة، أنني أتعامل مع شركة نجحت وعن حق في أن تضاعف معدلات نموها شهريا في العالم أجمع، محققة ثروة غيرت حياة كل من انتهز هذه الفرصة. طارت هذه المرأة بفكري عاليا لأزيد من ساعتين وهي تخبرني أن هذه الشركة صنعت شبكة الأنترنت عددا من المليونيرات يفوق ما صنعته أية صناعة أخرى في هذا العصر، حيث تبين الدراسات أن الشركات التي تعمل عبر الأنترنت تتحول إلى شركات ذات أصول بالمليارات في غضون عامين فحسب، وهو الأمر الذي تحتاج معه شركات التشييد والبناء إلى عقود من الزمان حتى تحققه. حاولت هذه المرأة المكتنزة، أن تقنعني أن أبادر بالالتحاق بقطار النجاح مع نظامهم المدهش للبناء السليم لمشروع وما يحمله من مفاهيم تسويقية غير تقليدية! صراحة لم أقتنع بحديث المرأة، بل راودني الشك في كل شيء، لكن عندما استقبلتي صاحبة الشركة وابنها السودانيان، شعرت أن الأمر مريب بعض الشيء. فعندما توجهت لهما بالسؤوال لماذا لم تعملا على الإعلان عن نشاط شركتكما بوسائل الإعلام لكي تجتذبا أكبر عدد من الزبناء، أخبرتني الأم الشابة التي كانت تغطي شعرها بمنديل جميل أنها لا تنوي أن تقوم بهذا حاليا، فهي غير مهتمة بالإعلان عن نشاط الشركة، وهذا أمر غير معقول بتاتا. الشيء الوحيد الذي كانت مهتمة به هو أن تتسلم مني فقط 3200 درهم ثمن الانخراط الأولي. إلحاحها أكد لي شكوكي، فأخبرت صديقتي بعد خروجي من المقر أنه ربما تكون الشركة وهمية والهدف من هذا النشاط النصب على الناس وجمع أموالهم والهرب بها من المغرب، لكن صديقتي لم تقتنع بحديثي، فكانت النتيجة أنه تم النصب عليها في مبلغ يقدر ب120 ألف درهم.