اعلن وزير الخارجية السعودية عادل الجبير الاحد ان بلاده قطعت العلاقات الدبلوماسية مع ايران, على خلفية الهجوم على سفارة بلاده في طهران وموقف الجمهورية الاسلامية اثر اعدام الرياض لرجل الدين الشيعي نمر النمر. وقال الجبير في مؤتمر صحافي ان بلاده تعلن "قطع علاقاتها الدبلوماسية مع ايران وتطلب مغادرة جميع افراد البعثة الدبلوماسية الايرانية (…) خلال 48 ساعة". واشارت منظمة هيومن رايتس ووتش الاحد الى ان الاعدامات التي اعلنت المملكة العربية السعودية تنفيذها السبت بحق 47 شخصا, هي اكبر عملية "اعدام جماعي" في البلاد منذ العام 1980. وكانت وزارة الداخلية السعودية اعلنت السبت اعدام هؤلاء الاشخاص المدانين "بالارهاب", ومن بينهم رجل الدين الشيعي البارز الشيخ نمر باقر النمر الذي اعتبرت المنظمة انه خضع لمحاكمة "غير عادلة". وقالت المنظمة الحقوقية التي تتخذ من نيويورك مقرا لها ان "السلطات السعودية نفذت اكبر عملية اعدام جماعي في البلاد منذ 1980″. ويرجح ان الاشارة الى 1980 تعود الى قيام نحو 400 متطرف اسلامي بقيادة جهيمان العتيبي, بحصار المسجد الحرام في مكة في نوفمبر ,1979 في عملية هزت البلاد, وانتهت بتدخل القوات السعودية, ما ادى لمقتل 127 جنديا و117 مسلحا وعدد من المدنيين. وتم القبض على العتيبي و67 من اتباعه, واعدامهم في ما بعد. واوضحت هيومن رايتس ان الاعدامات مطلع ,2016 "تلي تسجيل اعلى عدد من الاعدامات السنوية خلال عام, مع 158 اعداما في 2015″. وقالت مديرة الشرق الاوسط في المنظمة سارة ليا ويستون ان "السعودية حظيت ببداية مخجلة لسنة ,2016 عبر اعدام 47 شخصا في يوم واحد, بعد عام شهد واحدا من اعلى معدلات الاعدام في التاريخ الحديث". وحذرت من ان اعدام النمر, ابرز وجوه الاحتجاجات في المنطقة الشرقية ذات الغالبية الشيعية في ,2011 يهدد بزيادة التوتر المذهبي. ورأت ويستون ان "اعدام السعودية لرجل الدين الشيعي البارز بعد محاكمة غير عادلة, يضيف الى الخلاف المذهبي القائم", معتبرة ان "درب المملكة العربية السعودية للاستقرار في المنطقة الشرقية يقوم على انهاء التمييز المنهجي ضد المواطنين الشيعة, لا في عمليات الاعدام". وكان مدير منظمة العفو الدولية في الشرق الاوسط فيليب لوثر قال لوكالة فرانس برس السبت ان السعودية "تصفي حسابات سياسية". واعتبر ان اعدام النمر "محاولة لاسكات الانتقادات ضد النظام وخصوصا في صفوف مجموعات الناشطين الشيعة", معتبرا ان محاكمة الشيخ النمر كانت "غير عادلة بوضوح". وكان النمر (56 عاما) من ابرز وجوه الاحتجاجات التي اندلعت في شرق المملكة ضد الاسرة الحاكمة في 2011. ولقي اعدامه احتجاجات واسعة لدى اطراف شيعية بارزة, لا سيما في ايران حيث هاجم محتجون غاضبون السبت سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد. واعتبر المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية اية الله علي خامنئي ان السعودية ستواجه "النقمة الالهية" بعد اعدامها النمر.