الساعة الرابعة صباحا، الهاتف المحمول يرن. ينهض حرفي يقطن بمدينة تمارة من فراشه مفزوعا ليفاجأ برقم مجهول يتصل به. بعد ثوان من التدقيق في الرقم، قرر الردعلى المكالمة، ليجد في المقابل، صوتا رجاليا يقول «ألو أجي خود السلعة ديالك راهجاتك». حينها رد منزعجا وقال «شكون معايا؟». بعد هذه الجملة، أطلق الرجل العنان لكلام خطير «أجي خود المتفجرات راه دخلتها من الحدود الجزائرية باش تفجر رأسك». وجد الحرفي نفسه في موقف حرج، يجهل معه كيفية التصرف والإجراءات التي يمكنه اتخاذها من أجل تفادي ما حصل. لحظتها رد عليه الحرفي «وقلنا راه الرقم خطأ أسيدي»، لكن المتصل أصر على أن المتفجرات جلبها له بناء على اتفاق مسبق بينهما من أجل القيام بعمليات إرهابية، عبر تفجير نفسه بأحد الأماكن المخطط لها سلفا. أمام إصرار المتصل على لقاء الحرفي للحصول على «أسلحته»، دخل في شجار عبر الهاتف وتبادل ومحدثه كلاما نابيا وسبا وقذفا، وصل حتى التهديد بالقتل. ومن ثمة لم يغمض للحرفي جفن، حيث ظل منزعجا من هذه المكالمة الهاتفية. وخلال فترة الصباح تقدم لدى مصالح الأمن التابعة للمنطقة الإقليمية لأمن تمارة، حيث قدم شكاية ضد مجهول في النازلة. وبعد الاستماع إلى إفادة المشتكي، أخذت المصالح الأمنية الموضوع محمل الجد تفاديا لأية عملية إرهابية محتملة، حيث فتحت تحقيقا بناء على رقم الهاتف المحمول المتصل، فتبين أن صاحبه يقطن بضواحي مدينة خريبكة. أمام هذه التطورات المتسارعة، انتقلت عناصر أمن تمارة إلى ضواحي مدينة خريبكة.وبعد بحث مضن، اهتدى المحققون إلى المتهم، حيث جرى اعتقاله واقتياده إلى المنطقة الأمنية المعنية لتعميق البحث في هذه القضية الشائكة. وبعد مواجهة المتهم بالمنسوب إليه، تبين أنه عامل بضيعة فلاحية، كان في حالة سكر طافح وأخذ يتصل بالأرقام الهاتفية عن طريق الصدفة، أملا في أن يصادف إحدى الفتيات ليقضي معها ليلته الخمرية في الدردشة والتحرش بها، لكن اتصاله الهاتفي سيصادفه بصوت رجل، لحظتها حاول أن يزرع الخوف في نفسه بناء على ما سلف ذكره، وأنه اعتاد الاتصال والتحرش بالفتيات عبر تركيب أرقام هاتفية بشكل تلقائي. الظنين، اعترف خلال الاستماع إليه بأن موضوع المتفجرات كان من وحي خياله ولا أساس له من الصحة، وأنه اعتاد بعد شرب الخمر التحرش بالفتيات كل ليلة في ساعةمتأخرة من الليل للدردشة والإزعاج. وقد أحيل في حالة اعتقال نهاية الأسبوع المنقضي على أنظار وكيل الملك لدىالمحكمة الابتدائية بمدينة تمارة، بعد أن وجهت له صكوك الاتهام المتعلقة بالتهديد والسب والقذف، وتقديم بيانات كاذبة. إدريس بنمسعود