شارك نحو خمسين الف شخص في دياربكر في جنوب شرق تركيا الاحد في مراسم تشييع المحامي الكردي المعروف طاهر التشي الذي قتل في تبادل اطلاق النار بين الشرطة ومسلحين مجهولين. وحمل العديد من زملاء التشي الذين كانوا يرتدون زي المحامين, وبينهم نقيب المحامين الاتراك متين فايز اوغلو, نعش التشي الملفوف بالعلم الكردي, وسط الحشود التي تجمعت خلف لافتة كبيرة كتب عليها "لن ننساك". وهتف المشيعون باللغة الكردية "الشهداء لا يموتون, طاهر التشي خالد". وقتل رئيس نقابة المحامين في دياربكر طاهر التشي المعروف بدفاعه عن القضية الكردية بالرصاص السبت, بعدما انهى مؤتمرا صحافيا. وقام مسلحون مجهولون باطلاق النار اولا على عناصر من الشرطة كانوا على مقربة من المكان الذي كان فيه المحامي, ما دفع قوات الامن الى الرد وسط بلبلة كبيرة, فأصيب التشي برصاصة في الرأس. ولم يعرف ما اذا ما كان هو المستهدف أم أنه كان ضحية رصاصة طائشة. وندد انصاره بعملية "اغتيال", بينما رفض رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو ترجيح هذه الفرضية. وقال اوغلو "بات واضحا ان المسدس الذي قتل التشي هو نفسه قتل شرطيينا", مضيفا "المنظمة الارهابية التي تقف وراء هذه الحوادث مسؤولة عما حصل, وسنواصل محاربتها حتى النهاية". وطالبت منظمات دولية عدة بينها "هيومن رايتس ووتش" والاتحاد الدولي لحقوق الانسان ب"تحقيق كامل ومستقل" في مقتل المحامي, مطالبة تركيا باحالة المنفذين امام القضاء. وقال قدري كاووت (47 عاما) الذي شارك في التشييع الاحد "نشعر بالحزن الشديد. الرصاصة التي قتلته تستهدف السلام وتترك شعبا بكامله يتيما". وقال محمد تكين (56 عاما) "انه اعتداء على الشعب الكردي, لكن الشعب الكردي لن يصمت", مضيفا "فقدنا طاهر, لكن الف +طاهر+ غيره سيخلفونه". وواجه التشي المعروف بالتزامه القضية الكردية وحقوق الانسان متاعب مع القضاء منذ تأكيده في منتصف اكتوبر ان حزب العمال الكردستاني ليس "منظمة ارهابية". واعتقل في 20 اكتوبر في مكتبه في دياربكر, ووجهت إليه محكمة في اسطنبول تهمة "التحريض على الإرهاب عبر الصحافة", قبل ان يفرج عنه مع مراقبة قضائية. وبعد وقف لاطلاق النار استمر اكثر من عامين, تجددت المعارك الصيف الماضي بين قوات الامن التركية وحزب العمال الكردستاني في جنوب شرق البلاد حيث الغالبية من الاكراد. وادت هذه المواجهات الى وقف مفاوضات السلام التي بدأت في نهاية 2012 بين حكومة انقرة الاسلامية المحافظة والمتمردين لوضع حد لنزاع اوقع اكثر من اربعين الف قتيل منذ 1984. ومنذ نهاية يوليو, تدور معارك عنيفة بين انصار القضية الكردية وقوات الشرطة والجيش في مدن عدة في جنوب شرق البلاد اوقعت ضحايا بين المدنيين, وتخضع المناطق المضطربة لحظر تجول صارم.