ما زالت ظاهرة العنف الجسدي مستمرة في حق الزوجات بآسفي والتي أبطالها الأزواج، حيث وصل العنف في الآونة الأخيرة حد محاولات القتل، وهو ما أثار حفيظة العديد من جمعيات المجتمع المدني بآسفي والتي ارتأت صباح يوم الخميس الأخير تنظيم وقفة احتجاجية سلمية أمام مقر المحكمة الابتدائية بآسفي تزامنا مع مثول المعتدي بواسطة سكين على زوجته بحي كاوكي بآسفي أمام أنظار وكيل الملك، الذي أمر بإيداعه السجن المحلي في انتظار مثوله أمام أنظار المحكمة الأسبوع المقبل بعدما وجه طعنة غادرة لزوجته على مستوى خدها الأيمن كادت أن تزهق روحها لا لشيء سوى أن المحكمة قد قبلت طلب رغبتها في الطلاق منه، وهو القرار الذي لم يرقه وجعله يفكر في الانتقام منها بهاته الطريقة البشعة. جمعيات المجتمع المدني هاته وبينما هي ذلك الصباح أمام مقر المحكمة في انتظار قرار وكيل الملك في حق المعتدي، أثار انتباهها سيدة مسنة وهي واقفة هناك تنتظر هي الأخرى مصير زوج اعتدى على ابنتها يمثل هو الآخر ذلك الصباح أمام أنظار وكيل الملك، حيث توجهت المسنة صوب المحتجين وحكت لهم عن مشكلتها. مشكل السيدة المسنة لا يتعلق بها هي بالضبط، وإنما حضرت إلى المحكمة من أجل معرفة مآل ملف زوج ابنتها الذي قام باعتداء شنيع على فلذة كبدها التي تمكث في الوقت الراهن بقسم العظام بمستشفى محمد الخامس بآسفي بعد الإصابات الخطيرة التي أصيبت بها على مستوى جميع أنحاء جسدها جراء إقدامه على تهشيم رأسها ويدها ورجلها بواسطة فأس والتي تقطن في إحدى الدواوير التابعة للجماعة القروية خط أزكان، حيث اعتقلته عناصر الدرك الملكي والذي مثل هو الآخر ذلك اليوم أمام أنظار وكيل الملك. أم الضحية طالبت من الجمعيات المحتجة مساندتها من أجل أخذ حقها وحق ابنتها التي تتابع العلاج في المستشفى، حيث أقدم ممثلو هاته الجمعيات بزيارة للضحية صباح يوم الجمعة بمكان تواجدها بالمستشفى في انتظار البحث لها عن من سيتكلف بالعملية الجراحية التي ستخضع لها الضحية التي تعيش الفقر والتي ليس بمقدورها توفير مبلغ العملية مع العلم أن عمرها يصل إلى 40 سنة ولها أربعة أطفال بقوا الآن بدون معيل. تحكي والدة الضحية والدموع لم تفارق عينيها على أن ابنتها أصيبت بطعنات خطيرة على مستوى رأسها ويدها ورجلها وأن السبب جاء عندما أقدم الزوج المعتدي على إرغام زوجته على تسليمه بعض المال الذي سلمته لها والدتها من أجل الذهاب إلى عرس بالدوار، لكن وبعد رفضها لطلبه دخل معها في نقاش حاد انتهى بنقله إلى السجن ونقلها إلى المستشفى وترك الأطفال عرضة للضياع. وبهاته القضية الخطيرة تكون المحكمة الابتدائية بآسفي يوم الخميس الأخير أمام قضيتين خطيرتين قد تشعلان فتيل الجمعيات الحقوقية والمدنية والمناهضة للعنف ضد المرأة. عبدالرحيم اكريطي