أبدى النائب الفرنسي في البرلمان الأوروبي جون فرانسوا جالك قلقه من استعداد الاتحاد الأوروبي لرفع كوطا التأشيرات المخصصة لمواطني هذا البلد، معتبرا أن في الأمر خطرا كبيرا على أوروبا وانتقال عدوى الإرهاب إليها، مشددا على أن الجزائر «حضن» للإرهاب في منطقة شمال افريقيا على اعتبار تغلغل عناصر منظمة القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي فوق ترابها. وجاء هذا الإعلان خلال اجتماع البرلمان الأوروبي الذي فصل فيه النائب الفرنسي دور الجزائر في تمويل الإرهاب دوليا . ففي رسالة مكتوبة موجهة للممثلية العليا للاتحاد في الشؤون الخارجية والأمن، أكد النائب الفرنسي بأن للجزائر «تاريخا مع الإرهاب » كما وضعت خلال شهر ماي الماضي في اللائحة السوداء الدولية للدول الداعمة للإرهاب نظرا لدورها المؤكد فيه، حيث أن العديد من المنظمات الدولية أشارت إلى هذا الدور على امتداد السنوات الأخيرة. سنة 2012 أشارت دراسة بعنوان « القاعدة في بلاد المغرب، أو القصة الغريبة للجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية» إلى العلاقة بين جهاز الاستخبارات والأمن الجزائري DRS والجماعات الإسلامية، وهي الروابط التي جاءت أيضا في تحاليل جيريمي كيينان الأستاذ بجامعة لندن والمتخصص في شؤون شمال افريقيا والساحل . تحاليل تبين «استعمال» الإرهاب الإسلامي من طرف السلطة الجزائرية وتكشف الحجاب عن التقارب بين شبكات تمويل الإرهاب والخلايا الإرهابية. ينضاف إلى كل هذا، الدعم الجزائري لجبهة البوليساريو التي تكشف التقارير سنة بعد أخرى، عن ارتباطها بالجماعات الإرهابية وعصابات الاتجار في كل ما هو ممنوع . المركز الأوروبي للمعلومات الاستراتيجية والأمن ( ESISC ) كان قد أشار في أحد تقاريره «للاقتراب الكبير بين البوليساريو والإرهاب الجهادي، مشيرا إلى أن المرتزقة صاروا أول مصدر للاستقطاب داخل منظمة القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. التقرير أيضا نبه إلى خطورة الجريمة المرتبطة بالاتجار الممنوع وعلاقاته مع عصابات الجريمة المنظمة العابرة للحدود التي تتعامل معها جبهة البوليساريو، مع التأكيد على تورط الجزائر في رعاية ومراقبة هذه العلاقات، والعمل على «استعمالها» في تأجيج وتطويل مشكل الصحراء الرامي لزعزعة استقرار المغرب. في نفس السياق، كان المنسق الأوروبي الملكف بمكافحة الإرهاب جيل دو كرشوف قد نبه خلال أحد مؤتمرات البرلمان الأوروبي إلى خطورة إقامة «حضن» للإرهاب في مخيمات تندوف. وقال جيل في نهاية تقريره « في مخيمات تندوف هناك شباب ومراهقين بأوقات فراغ كبيرة ودون أدنى مستويات تعليمية يشكلون خزانا طبيعيا وقريبا ومهما للجماعات الإرهابية الناشطة في مالي ». موضحا بأن العديد من عناصر جبهة البوليساريو تشارك في القتال ضمن الجماعات الإرهابية في الساحل .