قدم المخرجان الشابان المغربيان المقيمين ببلجيكا بلال فلاح وعادل العربي فيلمهما السينمائي المطول "بلاك" ضمن قسم السينما البلجيكية، مساء الإثنين بدار الثقافة ضمن الطبعة الثلاثين من مهرجان الفيلم الفرنكوفوني بنامور. يحكي فيلم "بلاك" عن واقع حال فئة السود "بلاك برونكس" في بلجيكا، ومختلف الصراعات التي تعيشها مع باقي الفئات والتي تجعلها تدخل في ارتكاب سلسلة من الجرائم والأحداث الدموية، إما بسبب تمرد أحد عناصرها وهجوم خارجي من قبل أحد الأجانب. وبالموازاة مع هاته القصة، يحكي الفيلم قصة عاطفية، تجمع الشاب المغربي مروان بالشابة مارفيل التي تنتمي إلى فئة "بلاك برونكس" المحكومة بنظام الخاص وبقوانينها التي يصعب على أحد أفراد هاته المجموعة الخروج عن بنودها.. وفي هذا الإطار، يحكي عادل العربي وبلال فلاح قصة شروطها وفق خطين متوازيين، أولهما تصور من خلاله واقع"بلاك برونكس" وثانيهما يدور حول شاعرية العلاقة العاطفية التي تجمع الشابة "مافيلا" و"مروان"، وما يواجه هاته العلاقة من اضطهاد بسبب قوانين عصابة "بلاك" التي تجعل ارتباط شابة سوداء بشاب عربي أبيض البشرة أمرا مستحيلا.. استحقت عليه مافيلا اغتصاب جماعيا، وتهديدا بالقتل في حال معاودة تفكيرها في اللقاء مجددا بمروان.. لتنتهي هاته العلاقة، بمشهد جمع الحبيبن الشابين بعد أن لقيا حتفهما رميا بالرصاص من قبل زعيم "بلاك برونكس" الذي لقي بدوره حتفه على يد رجال الشرطة. ولتصوير العنف المادي والاضطهاد المعنوي الذي يمارسه زعيم "بلاك برونكس" على جل أفراد عصابته، فإن مخرجي العمل اتجها نحو توظيف الموسيقى بشكل جيد، ساير قوة مشاهد الفيلم خصوصا في لحظات الاغتصاب والتعنيف المادي والقتل والسرقات، إضافة إلى مشاهد يبدو فيها أبطال الشريط وهم فاقدون للوعي بسبب تناولهم لجرعات كبيرة من المخدرات والمشروبات الكحولية والكوكايين. وفي سياق الحديث عن فيلم "بلاك" لمخرجيه بلال فلاح وعادل العربي، فإنه لا بد من التساؤل حول دوافع تكريس صور سلبية على الأفارقة المغاربة في أوروبا وبلجيكا تحديدا من قبل المخرجين، من خلال اعتبارهما مصدر العنف القتل والجريمة وعدم احترام قدسية الفضاءات الدينية والمتجلي في مشاهد الجنس التي جمعت مروان بمافيلا من جهة ، ثم مشاهد الاغتصاب التي بدت فيها الأخيرة ضحية فعل "بلاك برونكس".. هل الأمر مرتبط بالجهات الداعمة لهذا الفيلم السينمائي؟ أم أن للمخرجين المغربيين وجهة نظر خاصة في الموضوع؟ إكرام زايد مبعوثة "أحداث انفو " إلى نامور