القاهرة 21 شتنبر 2015/ومع/ حذر الشاعر المصري أحمد عبد المعطي حجازي من تراجع مستوى اللغة العربية، محملا في الوقت نفسه المدارس والمؤسسات المعنية مسؤولية ذلك. وأوضح الشاعر المصري، في حديث مع صحيفة (الوفد) المصرية نشرته اليوم الاثنين، أن المدارس مقصرة في أداء واجبها في تعليم اللغة الفصحى وكذلك المؤسسات التي تتعامل باللغة كالإذاعة والصحف. وقال حجازي "الآن معظم الإعلانات بالعامية، واختلط الحابل بالنابل فلم تعد تعرف من هو الشاعر ومن هو الزجال، ولم نعد نعرف في القصيدة ما هو الشعر وما هو النثر..". واستغرب كيف تسمح الدولة، التي تنفق الملايين على التعليم، بهذا العبث والإفساد الذي يحطم كل ما تبنيه في عالم التعليم، "إذا كانت الفصحى ليست ضرورية فعلينا هجرها ونقول ماتت كما فعل الأوروبيون في اللاتينية، فلا أكاد أجد مذيعا أو مذيعة أو صحفيا أو صحفية وإلا ويخطئون في الكلام والكتابة...". وقال حجازي إن القصيدة الجديدة بدأت في الثلاثينيات، واستطاعت أن تفرض نفسها بصورة قوية في الأربعينيات، ورسخت نفسها في الخمسينيات والستينيات ونضجت، فلم تعد مجرد محاولات أو تجارب، إنما استقرت وتشكلت وأصبحت ليس فقط دواوين وقصائد منشورة، إنما تيارات. وأضاف أن الشعراء المجددون لم يعودوا شبانا كما كانوا في الأربعينيات والخمسينيات فقد أصبحت أسماؤهم راسخة، وجهودهم معروفة أمثال عبد الرحمن الشرقاوي وصلاح عبد الصبور والسياب ونازك الملائكة ونزار قباني وخليل حاوي وأدونيس وغيرهم. وقال إن "قصيدة النثر لم تستطع أن تقنعنا بأن هذا الشكل يمكن أن يكون إضافة شعرية للشعر العربي، وليس معني هذا أن قصيدة النثر خالية من كل قيمة، فلا شك أن هناك نماذج في قصيدة النثر هي لغة وهي أيضا لغة شعرية، لكن يظل السؤال مطروحا لماذا ظلت نثرا وتخلت عن الوزن، وهل ذلك أضاف إليها أم أنقصها. وأعرب عن أسفه لكون "الجواب غير مقنع، وغير كاف، لكننا لا نستطيع أن نتحدث عن نشاز، لأن الساحة الأدبية مفتوحة لكل تجربة أيا كانت قيمتها، وأيا كانت جدتها، ويستطيع من شاء أن يجرب أي شكل ويبقي بعد ذلك هل هذا الشكل قادر على أن ينمو ويشتد عوده ويفرض نفسه ويقنع قارئه، (...)، وهناك الجانب المتعلق بالناقد الذي عليه أن ينظر في هذه التجارب وأن يسعفنا بالرأي والتقدير".