توقعت وزيرة العدل الاميركية لوريتا لينش ان يقوم "القضاء الاميركي بملاحقة المزيد من الاشخاص والمؤسسات في ما يتعلق بالتحقيقات الجارية في اعمال رشوة وفساد في عالم كرة القدم. وقالت لينش في مؤتمر صحافي مشترك عقدته مع المدعي العام السويسري مايكل اوبر في زيوريخ اليوم الاثنين "اطار التحقيق ليس محصورا، لا زالت التحقيقات ناشطة ومستمرة لا بل توسعت منذ مايو الماضي ونعتقد باننا سنقوم بملاحقة المزيد من الاشخاص والمؤسسات". وتابعت "مشكلة الفساد في كرة القدم دولية وسنبقى متيقظين. يتعين على جميع الافراد الذين لهم علاقة بكرة القدم، هذه الرياضة المحببة التي تعلم اللعب النظيف والنزاهة والاخلاق الرياضية، ان يكونوا مصممين على عملية اجراء الاصلاحات والخضوع لقوانين اللعبة". وكشفت "حصلنا على مساعدة من مصادر عديدة ونتعاون مع العديد من الدول المختلفة في مجال التحقيقات التي نقوم بها". في المقابل اعتبر المدعي العام السويسري مايكل اوبر في المؤتمر الصحافي المشترك مع لينتش بان التحقيقات في قضايا الفساد في كرة القدم لم تبلغ بعد استراحة ما بين الشوطين. وكشف بان القضاء وضع اليد على ممتلكات بينها شقق في جبال الالب السويسرية في اطار عملية التحقيق. وقال اوبر "لم نبلغ حتى الان استراحة ما بين الشوطين". وبدأت فضيحة الفساد في فيفا في 27 مايو الماضي عشية انتخاب بلاتر لولاية خامسة على رأس السلطة الكروية العليا، وذلك عندما قامت السلطات السويسرية وبطلب من القضاء الاميركي باعتقال سبعة مسؤولين كبار في فيفا. واضطر بلاتر بسبب ازمة المصداقية التي يعيشها فيفا والاجراءات القضائية السويسرية والاميركية التي وجهت فيها التهمة الى 14 مسؤولا حاليا وسابقا منهم شركاء في شركات للتسويق الرياضي، الى الاعلان عن نيته ترك منصبه، وهو الامر الذي سيتحقق رسميا في بداية العام المقبل. وتشير جميع المعطيات بان عضو اللجنة التنفيذية السابق في فيفا الاميركي تشاك بلايزر كان خلف جميع هذه الملاحقات القضائية وكان المخبر الذي اعطى المعلومات الى السلطات الاميركية بشأن ما يدور في اروقة السلطة الكروية العليا. وقد اعترف بلايزر نفسه بانه تقاضى الى جانب اعضاء اخرين من اللجنة التنفيذية لفيفا، رشوة لمونديالي 1998 و2010 حسب محضر الاستماع الذي نشر في يونيو الماضي. وكان بلايزر الرجل الثاني في اتحاد الكونكاكاف (اميركا الشمالية والوسطى والكاريبي) من 1990 الى 2011، كما انه كان عضوا في اللجنة التنفيذية للفيفا من 1997 الى 2013. وحسب المحضر، اعترف بلايزر امام المحكمة الفدارلية لمنطقة نيويورك في 25 نوفمبر 2013 انه "خلال الفترة التي عملت فيها مع الفيفا واتحاد الكونكاكاف، ارتكبت مع اشخاص آخرين على الاقل عمليتي ابتزاز". واضاف "قبلت مع اشخاص آخرين في 1992 او في حدود هذا التاريخ تسهيل دفع رشوة من اجل اختيار الدولة المضيفة لمونديال 1998″. واعترف بلايزر الذي شغل منصب الامين العام لاتحاد الكونكاكاف، بانه قام ايضا بترتيب اعمال رشوة على هامش كأس العالم 1998 التي اقيمت في فرنسا. ونالت فرنسا عام 1992 شرف تنظيم مونديال 1998 على حساب المنافس الوحيد المغرب بحصولها على 12 صوتا من اصوات اعضاء اللجنة التنفيذية مقابل 7 للخاسر. وقال بلايزر ايضا لقاضي المحكمة رايموند ديري "من بداية 2004 وحتى عام 2011، قررنا انا وبعض اعضاء اللجنة التنفيية في الفيفا قبول رشاوى في ما يتعلق بمنح جنوب افريقيا شرف استضافة كأس العالم 2010″. وفازت جنوب افريقيا بشرف تنظيم كاس العالم 2010 على حساب المغرب ايضا بعد استبعاد الملف التونسي-الليبي المشترك وملف مصر. واصدر القضاء الاميركي في 27 مايو مذكرة اتهام بحق الترينيدادي جاك وارنر رئيس اتحاد الكوكاكاف في تلك الفترة يؤكد انه قبض 10 ملايين دولار مقابل 3 اصوات لصالح جنوب افريقيا خلال عملية التصويت على استضافة مونديال 2010. واعترفت جنوب افريقيا بانها دفعت 10 ملايين دولار لكرة القدم في منطقة الكاريبي على اساس الاخوة، ونفت اي فكرة فساد في هذه العملية. وقبل يومين، تواصل مسلسل الفضائح حيث زعمت شبكة "اس ار اف" السويسرية بان بلاتر باع حقوق نقل مونديالي 2010 و2014 لوارنر. واكدت الشبكة بان بلاتر وقع على منح وارنر حقوق نقل مونديالي جنوب افريقيا 2010 والبرازيل 2014 مقابل 600 الف دولار اي بنسبة 5 في المئة من قيمتها الاصلية. واشارت الى ان وارنر كان لدى توقيع الصفقة التي تمت عام 2005 احد ابرز زعماء الفيفا بالاضافة الى شغله منصب رئيس اتحاد الكونكاكاف (اميركا الشمالية والوسطى والبحر الكاريبي). ونشرت الشبكة السويسرية عقدا موقعا من بلاتر باع فيه حقوق نقل كأس العالم 2010 مقابل 250 الف دولار، وحقوق نقل مونديال 2014 مقابل 350 الف دولار. وبحسب جيمي فولر الخبير في مكافحة اعمال الرشوى في الفيفا بان هذا المبلغ يمثل 5 في المئة من القيمة الحقيقية للعقدين. وهي المرة الاولى التي يظهر فيها توقيع بلاتر على اي معاملة ما، ومن شأن هذه المعاملات ان تشكل عامل ضغط على السويسري وربما يخضع للاستجواب بشأنها. يذكر ان النائب السابق لرئيس فيفا جيفري ويب من جزر كايمان قد سلم نفسه الى الولاياتالمتحدة ودافع عن براءته بعد مثوله امام القاضي في محكمة نيويورك الشهر الماضي بتهم الفساد وتبييض الاموال، وقد افرج عنه بعد ان دفع كفالة قدرها 10 ملايين دولار. كما فتحت السلطات السويسرية والاميركية تحقيقا قضائيا في ظروف منح روسيا وقطر حق استضافة كأس العالم لعامي 2018 و2022 على التوالي.