بعد انطلاق الحملة الانتخابية بدأت تلوح في الأفق معالم الصراع الحاد حول رئاسة المجلسين البلديين بكل من اليوسفية والشماعية. ففي اليوسفية، حزب الأصالة والمعاصرة يسعى إلى إحكام هيمنته على مجلسها، بعدما حرمه في الانتخابات السابقة تكتل العدالة والتنمية والحزب العمالي من قيادة بلدية اليوسفية، فالحزب يسعى الآن جاهدا للظفر بأكبر نسبة مستغلا بذلك الأحداث السابقة لمدينة اليوسفية التي عرفتها إبان الاستحقاقات الجزئية والتي مني فيها حزب الجرار بخسارة فادحة. حزب التقدم والاشتراكية اختار هو الآخر الرئيس السابق للمجلس البلدي محمد النافع والذي ينعته خصومه ومحبوه ب "الرجل الإداري" يدخل هو الآخر غمار هذه المنافسة معتمدا على بعض المستشارين الذين يجيدون اللعبة الانتخابية، متسلحا هو الآخر بما راكمه من تجارب وتسيير إبان الزيارة الملكية لمدينة اليوسفية. الرئيس الحالي للمجلس البلدي عبد المجيد مبروك عن حزب الاتحاد الاشتراكي يراهن هو الآخر على الفوز مرة ثانية بالرئاسة بعد لمه شمل مناضلي الحزب الذين غابوا عن المشهد السياسي لفترة طويلة، والذي يسعى إلى خلق تحالف بينه وبين العدالة والتنمية وحزب الميزان الذي يقود سفينته المستشار الحالي ونائب الرئيس الحسين بومسمار يحلم هو الآخر بالفوز بأكبر حصة، دخل بلائحة تضم مستشارين سابقين لكن النزال سيكون صعبا واللعبة أكبر منه بكثير حسب العديد من المتتبعين الذين استبعدوا في الوقت نفسه عنصر المفاجأة، باعتبار أن كل هؤلاء راكموا من التجارب السلبية التي جعلتهم محطة انتقاد المواطنين. لكن ما يميز هذه الانتخابات دخول لائحة حزب "الفيل" بعناصر شابة تدخل أول مرة غمار المنافسة إلى جانب الاتحاد الدستوري بقيادة المحامي ابراهيم الضمايسي ويليه محفوظ أمكرود والذي يعول عليه وكيل اللائحة في استقطاب فئة كبيرة من المواطنين، دون أن نغفل القاعدة التي يتمتع بها حزب العدالة والتنمية والذي لا محالة لن يتخلى عن حليفه الرئيس الحالي. أحزاب ستؤثت هي الأخرى المشهد الانتخابي والتي لا يمكن التقليل من قاعدتها كلائحة فيدرالية اليسار الديمقراطي والحركة الشعبية والتجمع الوطني للأحرار التي يقودها ابن البرلماني الحالي للمدينة . وفي الشماعية التي يسري فيها الاقتراع الفردي تعرف تطاحنا كبيرا بين الرئيس الحالي يوسف الرويجل عن حزب الأصالة والمعاصرة وأتباع الرئيس السابق المقال من رئاسة المجلس الإقليمي والممنوع من التصويت والترشيح لفترتين انتدابيتين متتاليتين عن حزب التقدم والاشتراكية، حيث يعتبر هذا الأخير أن إفلات الرئاسة من يديه سابقا هي بمثابة غلطة كبرى يجب تصحيحها حاليا وبكافة الوسائل.