اعترف المتهم المعتقل بمنطقة بونعمان بإقليم تيزنيت بأن مزوده بالمخدرات التي يروج بالمنطقة لن يكون سوى الاستاذ المقيم بالمؤسسة التعليمية في سكنها الوظيفي، فقد حاصره الدرك الملكي بالأسئلة لمعرفة شبكة مزوديه بالمخدرات رغم أنه يرابط بالمنطقة فلم يجد بدا من الإقرار بأن من يزود المنطقة بالسموم، هو من جاء ليزود ناشئتها بالعلوم. مع العلم أن الشاب المعتقل لا يغادر المنطقة احتياطا بحكم أنه مطلوب لدى أمن الدارالبيضاء بعد فراره باصفاده وتمكنه مند ثلاث سنوات من العودة إلى مسقط رأسه. يتحدر الاستاذ من مدينة مراكش، من مواليد 1958، استقر بالمؤسسة رفقة زوجته التي تشغل نفس الوظيفة، ولم يكن قط محط أي شكوك، إلى أن تفاجأت الساكنة حين قدم الدرك الملكي أمس إلى الدوار من أجل اعتقاله لتجده غادر إلى وجهة تبقى لحد الآن غير معلومة، فقام الدرك الملكي بتحرير مذكرة وطنية لاعتقاله. ملاحقة الاستاذ المقيم بمؤسسة الحسين البونعماني جاء على إثر اعتقال المتهم المطلوب لدى أمن الدارالبيضاء بعدما تحول إلى مروج للمخدرات بالمنطقة، وكان رئيس المركز القضائي بتيزنيت ارتدى الجلباب والعمامة، ليتقمص دور مدمن باحث عن المخدرات، فقصد منطقة بونعمان الجبلية، لاعتقاله، هاتفه ليتزود بكمية زائدة من المخدرات، ولما وقع في قبضته صفده. فجأة تحول المدمن من باحث عن قطعة مخدر ليعالج بها ميزاجه إلى دركي برتبة أجودان باحث عن هذا المروج الفار من أمن الدارالبيضاء باصفاده مند ثلاث سنوات، انقض عليه المسؤول الدركي ولما حاول أن ينفلت منه، قام بتصفيده، ثم نادى على باقي العناصر، التي انتقلت إلى بيته لإخضاعه إلى تفتيش دقيق بتعليمات من النيابة العامة، وعتر المحققون على نصف كيلوغرام من الشيرا بمنزله، فجرى نقله بعد انتهاء التفتيش إلى المركز القضائي بتزينت بينما كان أدان مغرب ليلة يوم الجمعة يملأ الآفاق. هناك تم الاستماع إليه في محضر رسمي قبل إحالته على وكيل الملك بابتدائية تيزنيت. المروج مصطفى فار من العدالة بأصفاده، من مواليد 1982، عاش معظم حياته في الدارالبيضاء حيث اعتقل في قضية أخرى ، وتمكن من مباغثة حراسه والفرار بأصفاده، فقدم إلى بلدته حيث قرر أن يعيش مكرها. ترصدت له عناصر شرطة الدارالبيضاء مرار بالمنطقة ولم تتمكن من وضع يدها عليه، وكادت قضيته أن تنسى، وتأقلم مع حياة البادية ببونعمان، وليتحول إلى مروج المنطقة الأول، يزود مستهلكي المخدرات بحاجتهم. وقد أحيل يوم أمس على العدالة بتزينت ومن المنتظر أن تأتي عناصر الشرطة من الدارالبيضاء إلى تيزنيت من أجل الاستماع إليه في هذه القضية التي اعتقل من أجلها، إلى جانب عملية الفرار التي قام بتدبيرها لمعرفة ملابساتها، ومعرفة مصير الاصفاد التي فر بها.