أميمة أمسعدي إحدى العائدات من «آراب آيدول»، برنامج المسابقات الغنائية، التي تعتزم مجموعة قناة «إم بي سي» إطلاقه قريبا. كانوا 9 مرشحين مغاربة نجحوا في مرحلة الانتقاء الأولية، التي جرت أطوارها بالبيضاء، وطاروا باتجاه لبنان في 24أكتوبر الماضي. وبعد 4 أيام من الاختبارات والتجريب، عاد منهم 6 لتحتفظ لجنة التحكيم المشكلة من المغني اللبناني راغب علامة، وزميلته في المجال الإماراتية أحلام، والموزع المصري حسن الشافعي، هناك ببرومانا اللبنانية، بكل من دنيا باطما وإيمان قرقيبو وحبيبة البوزيري. أميمة أمسعدي، العائدة، لكنها ليست بالضرورة «الخاسرة» في هذه التجربة، كما تؤكد هي نفسها حيث تقول «كانت تجربة جيدة بالنسبة لي كمغنية تشق أولى خطواتها في مجال الغناء. وعلى العكس، كانت غنية على أصعدة متعددة»، تكشف ل«الأحداث المغربية» بعضا من أجواء الاختبارات الأولية للبرنامج، وهي تؤكد تشبثها بقناعاتها ومبادئها القيمية والخلقية رافضة تقديم تنازلات في سبيل تحقيق الشهرة الفنية بشكل سريع وغير محسوب الخطى. 4 أيام من 24 إلى 28أكتوبر الماضي، عاشت فيها المرشحة أميمة هي والعديد من أمثالها من المغرب والدول العربية الأخرى محك المنافسة الفعلية. «كنا لا ننام إلا متأخرا في الليل، أحيانا والفجر على وشك البزوغ. لنستيقظ باكر وتبدأ رحلة الاختبارات اليومية مباشرة بعد الفطور على الساعة التاسعة وإلى حدود الثامنة مساء. بالكاد كان لدينا متسع من الوقت لتناول وجبة غذاء تُقدم لنا على الساعة الرابعة زوالا». على إيقاع ووتيرة ضغط عاليين، كان المتسابقون المحتملون يقضون نهاراتهم وجزءا من لياليهم يحفظون عن ظهر قلب الأغاني المقترح عليهم أداؤها أمام لجنة التحكيم. أرقامهم تعوض أسماءهم. ينتظمون في صفوف طويلة داخل قبو في فندق في انتظار المرور أمام لجنة تحكيم. وخلال فترات الانتظار الطويلة هذه، لا يكفون عن ترديد مقاطع غنائية يحفظونها جيدا لتمرين أصواتهم، في غياب أي إشفاق عليهم أو تشجيع لهم هم الذين يعيشون في هذه اللحظات توترا عصبيا. بل إنهم مجبرون على تسجيل ارتساماتهم اليومية بشكل مستمر أمام كاميرات البرنامج وهم يبتسمون، بطبيعة الحال، ويشيدون بالأجواء! أميمة أمسعدي، التي لم تكن هذه المرة الأولى التي تغني فيها هي التي ألفت الوقوف وراء الميكرفون كما سبق لها وشاركت في استوديو دوزيم مرتين متتاليتين، السنة الماضية والسنة التي قبلها، لم تحظ بقبول لجنة التحكيم في المرحلة الثالثة ما قبل النهائية. الاختبار شمل غناءها في إطار ثلاثي مع مواطنتين لها، أغنية «آه يا ليل» للمصرية شرين. «لم يرق أدائي لأعضاء اللجنة، ليس لأنه كان ضعيفا، بل على العكس، ومثلما قالوا هم أنفسهم بشكل متناقض وغريب، كان قويا إذ كان صوتي أكثر وضوحا مقارنة مع زميلتي الأخريين». قرار لجنة التحكيم رفض مواصلتها المسابقة، تقبلته أميمة ب«صدر رحب. فمشاركتي أراها ربحا أكثر منها خسارة أو فشلا». الشابة التي يزيد عمرها عن العشرين سنة، والتي في رصيدها الآن 3 أغنيات منفردة هي «شريك حياتي» (ألحان عز الدين الوسيري)، و«كانبغيك»( كلمات ولحن أحمد السكوري)، و«لكلام المعسول» (كلمات الحسن بوعار ولحن أمين أمسعدي)، تتمسك بأن تشق طريقها في مجال الفن على أسس متينة ودون تقديم تنازلات مهما كانت طبيعتها. «تربيت في أسرة محافظة، والغناء بالنسبة لي هو موهبة ربانية صقلتها بالتعلم الأكاديمي، حيث أتابع دراستي الموسيقية في السولفيج والعزف على العود وغناء الموشحات». فضلا عن دراستها الموسيقى، فأميمة هي في السنة الثانية بكلية القانون وحائزة على دبلوم في التجارة. «لا أتعاطى الغناء بحثا عن الشهرة السريعة بل أريد أن يصل صوتي إلى الجمهور العريض. أن تكون موهبتي هي وسيلتي للبروز وليس عداها». هذه الكلمات، التي تعكس قناعة قوية لدى أميمة جعلتها لم تندم أو تأس كثيرا على خروجها من «آراب آيدول» بل على العكس، اعتبرت المسألة عادية وليس فيها «انتقاصا لمقدراتي الغنائية» وستكون هذه التجربة حافزا على «المضي قدما والمقاومة أكثر والصمود بقوة من أجل تحقيق حلمي». الثقة في النفس، ليس الشيء الذي ينقص بنت سلا، التي أكدت أن أغلب الأصوات التي سمعتها خلال الأربعة أيام، التي قضتها في اختبارات «أراب آيدول»، هي أصوات قوية وجميلة بل إنها تفوق من حيث قوتها وجمالها أصوات أعضاء لجنة التحكيم. وفي النهاية، فهي تعيش عودتها هذه بواقعية تجعلها تسطر أهدافه المستقبلية سواء القريبة أو البعيدة من مثل الاستقرار العاطفي والارتباط. وهو الأمر، الذي استحال وأضحى غير ممكن لو أنها مرت إلى الأشواط النهائية من البرنامج ووقعت عقد الاحتكار الذي يمنع المشاركين من الزواج قبل مرور 15سنة !