هي حكاية طويلة ومريرة أدخلت عبد المولى في معاناة طويلة ومؤثرة ، حيث تم إلقاء القبض عليه بدلا من السارق وبدلا من تسليم المجرم سلم هو للشرطة ، قصة تحولت إلى مزحة تتداولها الألسن وسط الأقارب و الأصدقاء . ما عاشه عبد المولى يعيشه الكثير من المواطنين، الذين وقعوا ضحية التبليغ .ذلك اليوم حل بالمنطقة التي يمارس فيها تجارته شخص غريب، حيث لاحظ حركة غريبة بدأت تدب في هذا الفضاء، وبدأت تتقاطر على المنطقة جميع أنواع السيارات والزبناء من أعمار مختلفة ، وخصوصا في فترات الليل، بعد مراقبة دقيقة ومتواصلة اكتشف عبد المولى بمحض الصدفة أن الرجل كان يبيع المخدرات للزبناء دون خوف أو هلع . بعدما استجمع قواه اقترب بكل شجاعة من التاجر لإنذاره طالبا منه الابتعاد عن مشروعه الاستثماري، لم يكترث « الضيف الجديد » للتحذيرات واستمر بكل برودة في ممارسة نشاطه الممنوع ،فاضطر معها إلى إخبار السلطات والأمن بنشاطه، لكن دون جدوى. ليفاجأ ذات يوم بالتاجر يدنو من محله وهو يهدده بكل جرأة «بيعتي بي وآش صورتي شتي المخزن راه في جيبي » وقف عبد المولى مشدوها وقد تملكه القلق الممزوج بالغضب ،لم ينتظر طويلا واتصل بالشرطة للمرة الثانية ليبلغهم بالتهديدات ، لكن بدون فائدة ، فقد ازداد نشاطه اتساعا، بل أصبح يتخذ من محيط الشركة مجالا لتجارة المخدرات، دخلا بعدها في مواجهات، سيهدده على إثرها بالانتقام منه. بعد مدة قصيرة تضاعف نشاطه بشكل مقلق ،ليقرر المبلغ مراسلة وزارة الداخلية والإدارة العامة للأمن الوطني، فحلت بالمنطقة عناصر من الشرطة التي بعد تفتيشه عثرت بحوزته على مخدرات صلبة،ليتم اعتقاله واقتياده إلى مخفر الشرطة في المقابل تم الاستماع إلى إفادة عبد المولى من طرف الشرطة ،اعتقد معها أن الملف قد طوي باعتقال تاجر المخدرات. بعد مرور شهرين على اعتقال تاجر المخدرات ،توصل عبد المولى باستدعاء من قبل قاضي التحقيق بصفته شاهدا،استسهل الأمر واعتبره مجرد إجراء قانوني فذهب رفقة محامي صديق له إلى مكتب قاضي التحقيق الذي انطلق في إمطاره بمجموعة من الأسئلة، جعلت المخاوف والهواجس تسيطر عليه . ظل معها ينتظر أن يطلب منه شهادته في القضية بل اكتفى القاضي بالتحقق من هويته، ماهي إلا ثواني حتى دلف إلى المكتب تاجر المخدرات حيث سأله القاضي « شكون اللي كيزودك بالمخدرات » دون تردد أشار بأصابع الاتهام إلى عبد المولى «هوهذا» فانحبست أنفاسه وارتدت ملامحه رداء التوتر والاستغراب،فبدون أن يمنحه فرصة الرد ،أمر قاضي التحقيق وضعه رهن الحراسة النظرية ،تحول بعدها من شاهد إلى متهم رئيسي قضى بعدها حوالي شهر دون محاكمة، وبعد اعتقاله مباشرة،وجد نفسه في السجن رفقة المعتقلين من القتلة وتجار المخدرات واللصوص.