قصبة تادلة: محمد البصيري الاكتئاب مرض كثير الانتشار ويرافقه مجموعة من الأعراض كالأرق والعياء وفقدن الشهية والضجر والخوف والعزلة. وبالرغم من استعمال الادوية المضادة للاكتئاب فإن النشاط البدني كما أظهرت العديد من الدراسات والأبحاث بإمكانه المساهمة في تخفيض حدة الاكتئابوالشعور بالضجر. كيف ذلك؟ اعتبرت الأنشطة البدنية والرياضية منذ عقود كوسيلة للحفاظ على على اللياقة البدنية وتجنب العديد من الأمراض. بيد أن العديد من الأبحاث العلمية أكدت أن الممارسة الرياضية تساهم في مقاومة أعراض عدد من الأمراض النفسية بما فيها حالات الاكتئاب والقلق. فالنشاط البدني والرياضي وفق ذات الأبحاث، يساعد على تجنب احتمال تجدد الإصابة بعد فترة علاج الاكتئاب. فهو يساعد على خلق نقط التقاء الخلايا العصبيةوعلى تنشيط أخرى. كما يساهم في تنشيط إفرازات الهرمونات سيروطونين والاندورفين وايصال الاكسيجين والغذاء بشكل جيد اإلى الدماغ. وأفادت أبحاث أخرى أن ممارسة النشاط البدني والرياضي لمدة 30 دقيقة ثلاث إلى خمس مرات في الأسبوع تمكن من تحسين أعراض الاكتئاب بشكل ملحوظ. فحتى 10 إلى 15 دقيقة من التمارين البدنية اليومية تساهم في تحسين المزاج على المدى القريب. إن النشاط البدني يساهم في تنشيط مجموعة من الخلايا العصبية في الدماغ المسؤولة على اضفاء مزاج جيد. فهي تساعد على افراز هرمونات “الاندورفين” وتساعد على الاسترخاء والتخلص من التوثرات العضلية، كما تساعد على نوم أفضل وتفليص حدة القلق. فالنشاط البدني يساعد على ارتفاع درجة حرارة الجسم وبذلك تنخفص حالات التوتر. كل هذه التغيرات على المستويين البدني والسيكولوجي تساعد على مقاومة أعراض الحزن والقلق والضجر والعياء. كما تعين على مقاومة الشعور بعدم تقدير الذات. لكن بالرغم من أهمية النشاط البدني والرياضي في هذا الشأن، فإنه ليس بديلا كليا عن الأدوية بل مكملا لها. فوائد الرياضة بالنسبة لحالات الاكتئاب للانشطة البدنية والرياضية فوائد سيكولوجية ووجدانية جمة. فكيف تساهم في مقاومة حالات الاكتئاب والقلق؟. - الثقة في النفس: إن النشاط البدني يشعر الشخص بأنه يقوم بأمر مهم. فتحقيق أهداف أو إنجازات ولو كانت بسيطة يمكن أن تساهم بشكل كبير في تقدير الذات والثقة بالنفس وهي التي يحتاجها المصاب بالاكتئاب. كما أن ممارسة النشاط الرياضي تساهم في الحفاظ على الرشاقة والظهور بمظهر مقبول لدى الآخرين. - الترفيه: عند الإصابة بالاكتئاب أو القلق ينغلق المصاب حول ذاته وقد لا يعير الاهتمام للعالم المحيط به. إلا أن الممارسة الرياضية تعيد الاهتمام بالذات والتركيز على اللعب والمتعة وعلى المحيط الذي قد يكون ملعبا أو حديقة أو شارعا والإنصات إلى الموسيقى أثناء أداء التمارين الرياضية. - التفاعل مع الآخر: يؤدي الاكتئاب أحيانا إلى العزلة مما يعقد من وضعية المصاب. بيد أن الرياضة تمنحه على الأقل فرصة الالتقاء بالاخرين والتفاعل معهم ولو عبر ابتسامة أو تبادل التحية. - نمط حياة سليمة: إن إنجاز شيء إيجابي يمكن أن يساهم في علاج الاكتئاب. فالبحث عن الانتشاء والمتعة يمكن أن يتحقق بالممارسة الرياضة وبعيدا عن حلول أخرى غير ناجعة كتناول المشروبات الكحولية مثلا. ولأن مشكل المصاب بالاكتئاب هو نقص الطاقة والرغبة مما يحول دون ممارسة النشاط الرياضي ينصح باختيار نشاط بدني أقرب إلى رغبة واهتمام المصاب مع الشروع في الممارسة بشكل تدريجي وهادىء. فمثلا يكمن البداية بالمشي لمدة 20 دقيقة خلال الحصة الاولى تم 30 دقيقة في الحصة التانية تم 15 دقيقة ركض او 20 دقيقة سباحة. ومن الإرشادات كذلك، ضرورة مرافقة الأصدقاء لبعث الشعور بالحماس والخروج من العزلة. وفي غياب مرافقين يمكن الممارسة بأحد الأندية الرياضية.