دعا "إعلان فاس" المنبثق عن المنتدى الدولي حول "دور القادة الدينيين في منع التحريض الذي من شأنه أن يؤدي إلى الجرائم الإبادة"، إلى تعزيز دور القيادات الدينية من مختلف الديانات والطوائف في نشر قيم التسامح والحوار، وصياغة خطابات بديلة عن تلك التي تدعو للعنف والكراهية. وطالب الإعلان، الصادر في ختام المنتدى الذي أقيم في مدينة فاس (شمال المغرب) برعاية المفوضية السامية لحقوق الإنسان على مدى يومين، القادة السياسيين بالتنسيق مع الزعماء الدينيين من أجل محاربة التطرف وتشجيع الحوار بين الديانات، ومنع التوترات الدينية والعرقية. وحث الإعلان، الحكومات والمؤسسات والقادة الدينيين، على ضرورة تسليط الضوء على المواضيع التي يستغلها المتطرفون في إذكاء خطابات التطرف والكراهية، والتي تسهم في التشويش على الرأى العام واشعال فتيل النزاعات الدينية التي من شأنها أن تؤدي إلى جرائم قتل وإبادة جماعية. ومن المرتقب بحسب ذات الإعلان أن تلي هذا المنتدى سلسلة من اللقاءات الإقليمية في مختلف مناطق العالم خلال السنة الحالية، تختتم بعقد مؤتمر أممي دولي للقادة الدينيين السنة المقبلة. واعتبر أداما ديانغ المستشار الأممي الخاص المعني بمنع الإبادة الجماعية، في ختام أشغال المنتدى، أن الملتقى يسهم في التأكيد على الدور المحوري الذي يلعبه القادة الدينيون في إشاعة ثقافة الحوار والقبول بالآخر، ومنع خطابات الكراهية، بالنظر للدور المهم الذي يلعبونه والمؤثر داخل مجتمعاتهم. وشدد أداما على ضرورة عدم السماح لجماعات دينية باستغلال الدين لأغراض إجرامية وإرهابية، كتلك التي يرتكبها تنظيم داعش باسم الاسلام في كل من العراق وسوريا، أو جماعة بوكوحرام في نيجيريا، مستنكرا في ذات الآن الخطابات التحريضية التي يستعملها اليمين المتطرف في أوروبا ضد المهاجرين والأقليات الدينية. وناقش المشاركون في المنتدى على مدى يومين، بحسب بيان صادر عن مكتب الأممالمتحدة لمنع الإبادة الجماعية، الدور الذي يضطلع به القادة الدينيون في "منع التحريض الذي من شأنه أن يؤدي إلى الجرائم الوحشية كالإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية". ووفق البيان، يهدف المنتدى الذي ينظم بشراكة مع مركز الملك عبد العزيز الدولي لحوار الأديان والثقافات والمندوبية السامية لحقوق الإنسان بالمغرب، والرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب، إلى "التأكيد على أدوار القادة الدينين بمختلف مشاربهم وأطيافهم في بناء خطاب ديني إيجابي قائم على أساس احترام حقوق الإنسان، وفي التصدي لكل السلوكيات المتضمنة لخطابات عنف وكراهية وقدرتهم على محاصرتها". وكانت المفوضية السامية لحقوق الإنسان قد نظمت عام 2012 ملتقى دولي بالعاصمة المغربية الرباط، شارك فيه عدد من المسؤولين الأممين من أجل مناقشة خطاب التحريض على جرائم الإبادة الجماعية، فيما عقدت المفوضية عام 2013 بجنيف مؤتمرا دوليا حول ذات الموضوع.