قامت عناصر الشرطة القضائية يوم الإثنين، تحت إشراف رئيس المنطقة الإقليمية لأمن تمارة، بإعادة تمثيل جريمة السطو المسلح التي كانت قد استهدفت خلال الصيف المنصرم، شاحنة تابعة لشركة توزيع الزيوت، كان على متنها سائق الشاحنة ومرافقه بحي النهضة. وتمكن أفراد العصابة الذين كانوا على متن ناقلة مدججين بالسلاح الأبيض من السطو على مبلغ مالي يقدر بحوالي 12 مليون سنتيم، خلال الاعتداء الجسدي الذي طال سائق الشاحنة الذي نقل إلى مستشفى ابن سيناء في حالة خطرة، جراء عدة طعنات كان قد تلقاها المعني بمختلف أنحاء جسده، في الوقت الذي نجا مرافقه بجلده بعد أن أطلق ساقيه للريح. قضية السطو المسلح على مبلغ 12 مليون سنتيم، التي كانت قد دخلت طي النسيان، عقب الاعتداء المسلح الذي كان قد تعرض له سائق شاحنة خاصة بتمارة، خلال شهر رمضان المنصرم، تمكنت عناصر الشرطة القضائية التابعة لمنطقة أمن تمارة بداية هذا الأسبوع، من فك لغز العملية الإجرامية المنظمة، وإماطة اللثام عنها، والتي كانت وراءها عصابة مدججة بالسلاح الأبيض، التي كانت أشارت التحريات الأولية، حينئذ، إلى أنها مكونة من خمسة أفراد، وكانوا يترصدون سائق شاحنة تابعة لشركة توزيع الزيوت طيلة الليل. إذ كانوا يتابعون خطواته في وقت مبكر انطلاقا من مغادرته مقر سكناه، حتى وصوله مكان تنفيذ الجريمة بحي النهضة بمدينة تمارة، حيث فوجئ بسيارة تستوقفه بطريقة "هوليودية". ترجل شخصان منها وهما مدججان بالسلاح الأبيض، وتمكنا من تنفيذ خطتهم الإجرامية بدقة متناهية على متن ناقلة، تحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيض، بعد أن عرضوا سائق الشاحنة لعدة طعنات بواسطة مدية كبيرة الحجم، ولاذ مرافقه بالفرار، قبل أن يتم نقل الضحية على عجل إلى مستشفى ابن سيناءبالرباط، حيث مكث مدة ليست بالقصيرة تحت العناية المركزة، قبل أن يتماثل للشفاء تدريجيا، بحيث حصل بعد ذلك على شهادة طبية تثبت مدة العجز ثلاثة أشهر، ما يعكس بجلاء خطورة الاعتداء الشنيع الذي كان سيودي بحياته. الاستماع إلى الضحية بعد أن تماثل نسبيا للشفاء، ومرافقه، سيمكن عناصر الشرطة القضائية من تجميع العديد من المعطيات الأولية، التي من شأنها أن تستثمر في التحقيق الذي باشرته المصالح المختصة، لكن اختفاء الجناة عن الأنظار لفترة طويلة لكونهم ليسوا من أبناء المنطقة بحسب المعطيات الأولية للتحقيق، سيعطل من الوصول إلى هويتهم ومكان تواجدهم، وبالتالي استعصاء إلقاء القبض عليهم في حينه، لكن البحث والتحري أخذ مجراه ومنذ ذلك الحين والمحققون يتابعون بعض الخيوط، التي أسفرت بداية الأسبوع الحالي عن اعتقال ثلاثة متهمين بحي المسيرة 2 بتمارة، يتحدرون من منطقة الصويرة وسيدي إفني، من مجموع خمسة أفراد الذين يشكلون نواة العصابة الإجرامية، حيث جرى اقتيادهم إلى منطقة الأمن لتعميق البحث معهم. خلال الاستماع إلى إفادة الأظناء، سيكشف أحدهم المستور، كون مرافق السائق الذي كان دائما في شنآن معه، هو الذي دبر الخطة مسبقا مع أفراد العصابة، ودلهم على الطريق التي يسلكها السائق وبحوزته مبالغ مالية، وهو في طريقه لتوزيع الزيوت على التجار بمدينة تمارة وغيرها. وقد تمكنت مصالح الأمن من حجز أداة الجريمة التي لا زالت بحوزتهم. الأظناء الثلاثة أحيلوا اليوم الأربعاء على أنظار الوكيل العام لدى استئنافية الرباط، للنظر في التهم الموجهة إليهم والمتعلقة بتكوين عصابة إجرامية من أجل السرقة المشددة، التي توفرت عناصرها كاملة والمتمثلة في الضرب والجرح البليغين، التعدد، استعمال ناقلة ذات محرك، الليل، واستعمال السلاح الأبيض، في حين لا زال البحث جار من أجل اعتقال مشاركين آخرين لا يزالان في حالة فرار، وقد حررت مذكرة بحث وطنية في حقهما.