كان الشهير ب«كبيشة» في حالة فرار رفقة إحدى الوسيطات، التي تدعى «كوثر»، بعد أن داهمت عناصر فرقة الأخلاق العامة التابعة للشرطة القضائية الولائية بالرباط، في وقت سابق، فيلا معدة للدعارة بحي الرياض، وتمكنت من اعتقال سبعة أشخاص وإحالتهم على العدالة. في حين تمكن «كبيشة» من الفرار رفقة شريكته، ومن ثمة كان موضوع ثلاث مذكرات بحث وطنية، على خلفية اعتياده جلب واستدراج مموسات من مختلف الأعمار بواسطة ناقلة الإيجار، إلى فيلا راقية بزنقة نرجيس بحي الرياضبالرباط، من أجل ممارسة البغاء، وإحياء ليال حمراء ماجنة رفقة زبناء مميزين ينتمون إلى دول عربية وخليجية، قبل أن يقوده القدر المحتوم إلى شباك عناصر الأمن، التي كانت منتصبة على امتداد السد القضائي بمدينة مراكش، حيث جرى اعتقاله، قبل أن يتم نقله وتسليمه إلى عناصر الشرطة القضائية الولائية بالرباط، التي فتحت تحقيقا معمقا مع المتهم الرئيسي في هذه القضية، باعتباره وجها مألوفا لديهم كونه من ذوي السوابق القضائية في مجال تعاطي الدعارة الراقية بالرباط. السعي الحثيث وراء جلب المال، كان أهم الدوافع الأساسية التي دفعت زعيم شبكة الدعارة الراقية الشهير ب«كبيشة»، لكي يكتري فيلا فاخرة بحي راقي، ويتخذها وكرا للدعارة حيث يجلب إليها فتيات من مختلف الأعمار بما فيهن القاصرات وبدون حرج، كونه يسعى من وراء ذلك للحصول على المال في أسرع وقت ممكن، مهما كلفت هذه العمليات الإجرامية من ثمن، بحسب مصدر وثيق الاطلاع. وقد اختار المتهم طريقا غير سالك، وقرر أن يتزعم شبكة للدعارة الراقية، بأرقى أحياء العاصمة، يتعلق الأمر بحي الرياض، وتحديدا بزنقة نرجس، بحيث أقدم على اكتراء فيلا، وعمل على تأثيثها وانطلق في تأجيرها للزبناء الخليجين، بمبلغ يتراوح بين 3 آلاف، و 5 آلاف درهم لليلة الواحدة، أو لأسبوع كامل من أجل إحياء ليال حمراء ماجنة، بحضور مموسات، خدم، وموسيقيين. انطلق المتهم الرئيسي في مشروعه المربح في اعتقاده، والذي در عليه مداخل وافرة في الوهلة الأولى، وكان يعتقد أن الطريق كلها مفروشة بالورود، لكن سرعان ما تتبدل الأحوال بعدما تواترت العديد من الشكايات من طرف السكان المجاورين، حيث كان المعني يقيم السهرات والليالي الحمراء بالحي المذكور، لزبناء أجانب من دول عربية، والخليجيين على وجه التحديد، الذين كانوا يحدثون ضوضاء وتصرفات مشبوهة، أثارت حفيظة السكان المجاورين، الذين انتفضوا ضد هذه التصرفات والسلوكات، وعملوا على تقديم شكايات عديدة ومتعددة إلى المصالح الأمنية، والسلطات القضائية بالرباط. الفوضى والضجيج الذي كانت تحدثه السهرات الماجنة كشف المستور، ودفع عناصر من فرقة محاربة الأخلاق العامة، التابعة للشرطة القضائية الولائية بالرباط، إلى تعقب خطوات المتهم الرئيسي بعدما توصلت إلى هويته، لكنه ظل منذ ذلك الوقت مبحوثا عنه إلى أن سقط في شراك حبل عناصر الأمن بالسد القضائي بمدينة سبعة رجال، حيث جرى اعتقاله وتسليمه إلى السلطات الأمنية بالرباط. أفراد شبكة الدعارة السبعة الموقوفين في وقت سابق، كانوا اعترفوا خلال الاستماع إلى إفادتهم من قبل المحققين، كونهم يعملون تحت إمرة زعيمهم الذي يدعى «كبيشة»، والذي يدير كل هذه العمليات بشكل مباشر، بعدما كان يتصل بالمومسات هاتفيا، أو عن طريق بعض الوسيطات، ويقوم بجلبهن على متن ناقلة مكتراة ب400 درهم لليوم، بغرض التوجه صوب وكر الدعارة سالف الذكر، لممارسة الجنس وإحياء سهرات ماجنة رفقة زبناء خليجيين، مقابل الحصول على مبالغ مالية متفاوتة القيمة إضافة إلى إكراميات. وبعد تعميق البحث مع الظنين، ومواجهته بالمنسوب إليه، لم يجد بدا من الاعتراف بكونه كان يشرف شخصيا على تسيير شؤون الفيلا المعنية، بغرض البحث عن موارد مالية، الأمر الذي دفعه إلى التفكير في خلق شبكة للدعارة الراقية بحي الرياض، واختيار نوع متميز من الزبناء خاصة الخليجيون منهم، من أجل تحقيق ربح سريع يمكنه من سداد احتياجاته اليومية، خصوصا أنه اعتاد على مستوى معين من العيش. زعيم شبكة الدعارة الراقية، أحيل في حالة اعتقال نهاية الأسبوع المنقضي، على أنظار وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالرباط، من أجل النظر في التهم الموجهة إليه، المتعلقة بإعداد وتقديم وكر للدعارة، القوادة والوساطة في البغاء، ممارسة البغاء، جلب واستدراج أشخاص للبغاء بواسطة ناقلة، أخذ نصيب مما يتحصل عليه عن طريق البغاء، والتحريض على الفساد، فيما قررت النيابة العامة إيداع المتهم الرئيسي مركب سجن سلا، لكي يلتحق بباقي أفراد شبكة الدعارة الراقية، من أجل تعميق البحث معه، ومحاكمته خلال الجلسات المقبلة، وفق القوانين المعمول بها في هذا الباب.