النسخ المغربية ل «بوني اند كلايد» تنشط في الحشيش والابتزاز والسرقة 13 في المائة من سجينات المغرب شاركن رجالهم في نشاطاتهم الإجرامية * النساء أكثر قدرة على استمالة الضحايا باستعمال الإثارة الجنسية * تتخصص رفيقات اللصوص في إخفاء المسروقات والبحث عن مشترين في الأسواق * التشرد وغياب الغطاء الأسري سبب رئيسي في احتراف الفتاة للجريمة مع الرفقاء * ارتفاع في نسب الجريمة المزدوجة بين القاصرين والقاصرات * الخوف من الفضيحة يمنع بعض الضحايا الأزواج من الشكاية لدى الأمن * تجارة المخدرات إرث عائلي... و«الأوطوسطوب» وسيلة ابتزاز مهمة كان منظرهما مثيرا للشبهات وهما يلتصقان ببعضهما في وضع غير مستحب بالمرة خلال أيام رمضان. وبالرغم من تنبيهات واللوم المتواصل الذي كانا يتعرضان له من قبل كل من شاهدهما في تلك الحالة، إلا أن اكتراثهما كان منعدما. وكان من الواضح أنهما تحت تأثير مواد مخدرة أو ما شابه، فكل الحركات والسكنات كانت تشير إلى أنهما في مدار آخر خارج هذه الأرض. ببذلتها الرياضية الزرقاء الرخيصة، كانت تستطيع أن تلفت نظر الرجال بسهولة بالغة. وقد استفادت كثيرا من هذا الأمر. فقد كان يكفي أن تمشي بهوادة لتشتعل الرؤوس بالتعليقات المثيرة والمعاكسات التي تتجاوز حدود المسموح به شفويا. وبينما كان هو يستطلع نظرات المعاكسين دون أن يثير ذلك في نفسه أي رد فعل، كان كمن يجرب وقع ذاتها الجميلة على الناظرين، مبتسما في ثقة. في اليوم الخامس والعشرين من رمضان الماضي، وبينما كانا في وضعهما المعتاد في أحد أحياء درب السلطان، تحت تأثير كميات كبيرة من الحبوب المهلوسة، سيتم اعتقالهما من طرف دورية أمنية حضرت خصيصا لاعتقالهما. بعد دقائق، سرت الأخبار لمن كان يشكك في وضعهما اليومي الشاذ والخاص جدا. تبين أن للاعتقال علاقة بنشاط إجرامي اشتركا به مؤخرا دون تفاصيل إضافية. أمام المحكمة وجهت ل‘‘عزيزة‘‘ تهم المشاركة في تكوين عصابة إجرامية وعدم التبليغ والسرقة وإخفاء المسروق، فيما وجهت ل‘‘خالد‘‘ نفس التهم، ,اضيفت إليها تهمة الاعتداء بالضرب والجرح والاعتداء المسلح. في الحكم، وبعد ثبوت التهم المنسوبة إليهما، حكم على عزيزة بسنة سجنا نافذا وخالد بسنتين، في الرابع عشر من أكتوبر الجاري. بعد انكشاف سرهما، اتضح أن خالد كان يستعمل عزيزة في اصطياد زبناء المتعة العابرة، قبل أن يحولا رحلته من اللذة إلى تجربة مريرة جراء السرقة والعنف. «مشاركين في الحارة ... والحارة !!» في غياب أرقام أو إحصائيات أكيدة حول نسبة الجريمة التي تتعلق بالأزواج أو التي تنفذ باستعمال الفتيات، تجدر الإشارة إلى انها لا تشكل نسبة كبيرة ضمن عدد الجرائم التي تحدث سنويا بالمغرب، حسب المعطبات التي توصلت إليها الأحداث المغربية من مصادر رفضت الكشف عن نفسها، إذ قدرتها بأقل من 2 في المائة من مجموع نسبة الجرائم كافة. ‘‘ تدرج النساء والأطفال في هذا العالم إلى درجة أنهم أضحوا يطلعون بأدوار القيادة وتزعم عصابات خطيرة، سواء على مستوى السرقة أو ترويج المخدرات وحتى القتل. هنا يمكن الحديث عن تطور في شكل الجريمة الثنائية أيضا وبالنسبة للقاصرات، استقبل القضاء، في الفترة الأخيرة، أعدادا كبيرة متورطة في قضايا مختلفة ‘‘ يفيد المحامي أحمد خليل من هيئة الدارالبيضاء مؤكدا أن ‘‘ هذه الجرائم تتنوع بين التشرد والتخدير والتسول، كما سجل انتقال هذه الشريحة العمرية إلى جرائم أخطر وأعنف، شملت السرقات بالخطف، والهجرة غير الشرعية، والسرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض، وحيازة المخدرات واستهلاكها، والضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض، والتحريض على الفساد بالشارع، وجرائم القتل والشذوذ الجنسي ‘‘. وتظهر الحالات المحالة على القضاء أن القاصرات من رفيقات الخارجين عن القانون أو الشباب ذوي النشاطات الإجرامية ‘‘ أضحوا يتشكلون ضمن عصابات إجرامية، تحترف أنواعا مختلفة من الأنشطة الإجرامية، تبتدئ من السرقات بالخطف وتنتهي بالتهديد‘‘ يضيف نفس المصدر، الذي عزا ارتفاع هذه النسبة من الإجرام إلى ظاهرة التشرد أيضا، بالإضافة إلى الفقر والجهل والظروف الاجتماعية الصعبة. النساء أولا ... في شهر أبريل من العام 2009 أحالت الشرطة بمدينة الدار البيضاء على أنظار القضاء عصابة تتزعمها فتاة لا يتجاوز عمرها 19 سنة متخصصة في السطو والسرقة عن طريق استعمال الأسلحة البيضاء.وقالت مصادر أمنية إن المجموعة التي نفذت عدة عمليات إجرامية في حق عدد من المواطنين كانت تأتمر بأوامر فتاة حسناء هي العقل المدبر لجميع العمليات التي قامت بها المجموعة. في التحقيقات التي باشرتها الفرقة الولائية عند إلقاء القبض على العصابة، تبين أن زعيمة العصابة كانت متزوجة لأحد أفراد العصابة، وهو من كان يديرها عن بعد. قبل ذلك، وأثناء سنوات المراهقة الأولى جمعتهما علاقة غير شرعية، تككلت بحمل أجهض في أسابيعه الأولى. الاعترافات التي أدلت بها المعنية بالأمر، كشفت أيضا عن تطور تدريجي في احتراف الجريمة، بعدما توضح للعشيقين العاطلين عن العمل، أنها قد تكون مدرة لدخل جيد. في حدث أكثر راهنية، اعتقلت دورية مداومة الصيف الماضي بشارع لاكورنيش فتاة برفقة ثلاثة شبان كانوا يستجمون على شاطئ البحر، في الوقت الذي كانت فيه الفتاة منهمكة في لف خيوطها على ضحية جديدة، من الضحايا اللذين دأبت على استدراجهم بأنوثتها الواضحة. وتستغل الفتاة جمالها لربط علاقة مع ضحية تختارها بعناية بعد أن تجمع معلومات كافية عنه، ثم تقوده إلى مكان خال بعد أن توهمه بأنها ستسلم نفسها له، لكنه لا يشعر حتى يجد نفسه محاطا بزملائها وبينهم عشيقها الذي تجمعها به علاقة فاقت مدتها العشر سنوات،الذين يشهرون في وجهه أسلحتهم البيضاء ويسلبونه كل ما يملك. وكان آخر ضحية للفتاة صحافي سلبته هاتفا محمولا ومبلغ 500 درهم وبطاقات بنكية . وعثر لدى الفتاة بعد اعتقالها على سكين من الحجم الكبير كانت تستعمله في تنفيذ عملياتها. ولا تتوقف مهمة الفتاة في رصد الضحايا ونصب الكمائن لهم، بل كانت تتكفل أيضا بإيجاد من يشتري منها المسروقات . المخدرات : مسألة عائلية بعيدا عن حوادث السرقة والاعتداءات والضرب والجرح، لكن ليس بعيدا عن الإجرام بصفة كلية، تتعزز علاقة الشريكين المجرمين في النشاط المرتبط بتجارة وترويج المخدرات. وإن كان من النادر تسجيل حالات لضلوع شابات أو مراهقات في بيع المخدرات لأن النشاط لازال يعرف هيمنة ذكورية بالأساس، فإن الملاحظ حسب المرصد الوطني للسجون « الوقوف على حالات متنامية ومتكررة لانخراط بعض النساء في النشاط الإجرامي المتعلق بالمخدرات في عملية تعويض غياب الزوج بعد اعتقاله أو الحكم عليه ». وفي غياب أرقام دقيقة فيما يتعلق بنسب النساء المتورطات في هذا النوع الإجرامي، تتحدث الإحصائيات السنوية عن نسبة لا تزيد عن 3 في المائة من مجموع الجرائم، تلك التي تقضي فيها نساء عقوبات حبسية متعلقة بالمخدرات، فيما تقدر نفس المصادر نسبة النساء المتورطات في جرائم مع الزوج أو العشيق أو الصاحب بالتعبير الدارج، ب13 في المائة من مجموع السجينات. «نادية» بحي بوطويل بالدارالبيضاء تحولت إلى بزناس كبير قبل سنوات، إلى أن صار اسمها أيقونة في بيع وترويج الحشيش ليس في المنطقة فحسب، بل سارت أخبارها في كل العاصمة الاقتصادية، ما حول نقطة البيع إلى مزار يتردد عليه «الكماية» في سعي حثيث كل يوم. نادية، الفتاة الجميلة التي تزوجت أحد أكبر مروجي الحشيش في المدينة القديمة، وجدت نفسها ليلة اعتقال زوجها، زعيمة على شبكة أخطبوطية مترامية الأطراف ومدرة للأرباح بصورة غير طبيعية. لم تتأخر كثيرا في الالتحاق بزوجها خلف القضبان بعد أشهر قليلة من تسلم «قيادة العمليات»، وحكم عليها في يناير 2008 بثلاث سنوات سجنا نافذا. في مديونة تعتبر تقاليد وراثة النشاط الإجرامي للزوج الذي يعتقل أو تصدر في حقه أحكام سجنية عرفا عاديا في بعض الحالات. بين سنتي 2008 و 2010 أوقفت سرية الدرك في مديونة عشر نساء احترفن ترويج المخدرات في مناطق دوار حميمر وبوغابات وهلالات ومرشيش. وقد جاءت الاعتقالات بعدما تبث تورطهن في النشاط، وقضين جميعهن فترات حبسية تراوحت بين الثمانية أشهر و الثلاث سنوات سجنا نافذا. فاتنة على الطريق إلى الشمال الغربي من الدارالبيضاء في اتجاه المحمدية، وتحديدا في ملتقى الطرق الشهير في منطقة عين حرودة المعروف بال «17» لدى الساكنة المحلية، كانت تختار ضحاياها بعناية شديدة من الناس الإلبة كما يطلق عليهم المغاربة، الذين يتوفرون على الشروط الضرورية «للابتزاز» من سيارة فارهة أولا، ثم منظر أنيق يدل على نعمة أكيدة ... بالإضافة إلى تقدم واضح في السن يحيل على إمكانية المساومة دون مشاكل أو استعداد بدني للمقاومة. نجحت خطتهما في الايقاع بمن كانوا يطلقون عليهم تندرا «المكابيت» لثمانية عشر شهرا كاملا، ذاقا خلالها فلوس الساقطين في اختبار اللذة بكل أريحية. كانت توهم المتوقف أنها تريد الذهاب إلى سطات وفي كامل الأنوثة. وبمجرد انطلاق السائق تشرع في التأثير الحسي على مشاعره الجنسية إلى غاية الانتصاب. بعد ذلك تطلب منه التوقف لكي تريحه باستعمال جنسي فموي قادر على تنفيسه. في المكان المحدد بين طيط مليل ومديونة، وما إن تتوقف السيارة، حتى يظهر العشيق في صورة مقنعة ويشرع في ابتزاز الضحية. فإن كان مطيعا ولم يبد مقاومة، تسلب نقوده وهاتفه المحمول ويهدد في حالة التبليغ. أما في الحالات المعاكسة، فإن العنف يصبح السلوك الأساسي في العملية. تطلب الأمر إذا 18 شهرا قبل أن تفطن سرية درك عين حرودة إلى المسرحية الخطيرة التي تقام في منطقة نفوذها الترابي. كمين واحد دام أسبوعا كان كافيا لاعتقال الثنائي المجرم ووضع الحد لنشاط فاتنة طريق عين حرودة وعشيقها العاطل.