دعا وزير السياحة لحسن حداد، أمس الأربعاء بالرباط، إلى الاستثمار وتطوير صناعة سياحية كفيلة بحماية المنظومات الإيكولوجية ونمط عيش السكان. وقال حداد، في كلمة أثناء افتتاح المؤتمر الدولي (المبادرة الأطلسية للسياحة 2015)، "علينا جميع أن نستثمر ونطور صناعة سياحية تكون كفيلة بحماية المنظومات الإيكولوجية وطرق عيش السكان، لا أن تكون وسيلة لتدميرها". وأبرز، خلال هذا المؤتمر، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أهمية الحفاظ على التراث الطبيعي والتنوع الحيوي، خاصة في المنظومات الإيكولوجية الهشة، معتبرا أن السياحة بإمكانها المساهمة في ذلك من خلال استراتيجية ذكية. ودق حداد ناقوس الخطر، في هذا الصدد، حول الأخطار المحدقة بالمياه والموارد الطبيعية، وحول زحف العقار على المواقع الأثرية والطبيعية، محذرا من الوقع السلبي لبعض الاستثمارات على الساكنة المحلية، لأنها "لا تحترم الثقافة المحلية ولا تحافظ على التراث المادي واللامادي للساكنة". وشدد الوزير على ضرورة تشجيع الاستثمار في المشاريع الصغرى والمتوسطة التي يقف وراءها شباب ونساء وتعاونيات أو جمعيات "هدفها استقبال سياح مسؤولين يهتمون بالثقافات المحلية والمبادرات المستدامة". واعتبر أنه "من الضروري مواجهة لوبيات العقار التي توظف السياحة مطية لها للولوج إلى المواقع الساحلية والمحميات المخصصة للاستقبال والتنشيط السياحي"، داعيا إلى الحفاظ على الفضاء الأطلسي ل"نقله في حالة جيدة" لأجيال المستقبل. وبخصوص الفضاء الأطلسي والتفاعل بين ضفافه، توقف الوزير عند المثال البارز للمستكشف المغربي مصطفى الزموري، المعروف باسم إستيفانيكو، الذي كان من أوائل مستكشفي أمريكا الشمالية وجسد بامتياز أول "سائح ثقافي". ودعا حداد إلى جعل الأطلسي "فضاء لتجارة مربحة وسياحة محدثة لمناصب الشغل والثروات، ولتواصل إعلامي وثقافي يساهم في التقريب بين الشعوب". ودعا أيضا إلى تعزيز الربط البحري والجوي بين دول هذا الفضاء والتقريب بين مؤسسات التكوين المهني المتخصصة في صناعة الخدمات والسياحة. وتعود أسباب انعقاد المؤتمر، الذي تنظمه وزارة السياحة والمنظمة العالمية للسياحة، بالأساس إلى "صعود أسواق جديدة محتملة في ضفتي الأطلسي"، حسب الوزارة. وسيتم خلال هذا المؤتمر عقد ثلاث جلسات تعالج "تطوير النقل الجوي والبحري من أجل تعزيز المبادلات السياحية بين ضفتي المحيط الأطلسي"، و"الثقافة كعامل لتطوير السياحة والتقريب بين الشعوب"، و"تثمين المنظومات الإيكولوجية الهشة والتنوع الحيوي كموجه لتطوير السياحة". ويشارك في هذا الحدث العديد من فاعلي قطاع السياحة الوطنيين والدوليين، من بينهم 20 وزيرا ومسؤولا ساميا من 45 بلدا محاذيا للمحيط الأطلسي.