هو القاضي سيدي مبارك بن القاضي مولاي محمد العربي بن القاضي أبي العباس مولاي محمد الطالب الخمالي العمراني الإدريسي الحسني، ولد 1863 بقرية الخماملة في قبيلة الخلط ببني عمران بمنطقة ريصانة، وهو سليل أسرة الشرفاء الخماملة العمرانيين ، التي اشتهرت بالعلم والنسب و تواتر علماءها وأعلامها في القيام بخطة قضاء قبيلة الخلط والطليق وبني كرفط وغيرها من قبائل الهبط، بعد تولية جدهم القاضي مولاي عبد الله الخمالي الشهير بالرصاع بظهير المولى أحمد المنصور الذهبي.حفظ سيدي مبارك الخمالي القرآن على يد الإمام العدل العالم العارف سيدي عبد الله الخصال الخمالي العمراني بقرية الخماملة وختمه وهو في الثامنة من عمره. كما أخذ عن والده العلامة مولاي محمد العربي الخمالي وعن عمه القاضي سيدي محمد بن التهامي الخمالي، فحفظ المتون والحديث وأخذ علوم التصوف ودروس التفسير وشروح الاجرومية و العاصمية وعلم القراءات عن ثلة من فقهاء القصر الكبير وعلماءها، قبل أن ينتقل إلى فاس للدراسة بالقرويين ، حيث مكث بها مدة مقيما بدار الخماملة بالمدرسة المصباحية، صحبة أخيه العلامة مولاي محمد بن محمد العربي الخمالي. وقد نبغ سيدي مبارك في العلوم الشرعية و بلغ فيها شؤا كبيرا، فأثنى عليه المولى الحسن الأول في رسالة إلى والده يصفه فيها بالفقيه العالم وهو لم يتجاوز بعد العشرين من عمره لما بلغه عنه من تفوقه و اجتهاده وتميزه عن أقرانه. تولى سيدي مبارك الخمالي القضاء نائبا عن قاضي العرائش عبد السلام بن الغربي الساحلي بمقتضى ظهير المولى الحسن الأول في 8 من ذي القعدة عام 1301 هجرية. كما صدر بشأنه ووالده مولاي محمد العربي الخمالي ظهيرين بالتوقير والاحترام من القائد أحمد بن التهامي العرائشي في سنة 1302 هجرية وسنة 1305 هجرية. وهناك رسالة أخرى من المولى الحسن الأول إلى ناظر أحباس القصر الكبير، يسمي فيها سيدي مبارك الخمالي بقاضي الخلط مؤرخة ب 26 رجب الفرد عام 1303. وبالتالي أصبح قضاء الخلط و الطليق مرة أخرى مستقلا عن قضاء العرائش، حيث سيعود بموجبها سيدي مبارك إلى مدينة القصر الكبير مركز قاضي الخلط ، بعد أن مارس الخطة بدوار الخماملة نائبا عن قاضي العرائش عند توليته سنة 1301 هجرية . وقد استمرت هذه المرحلة من تولي سيدي مبارك الخمالي لقضاء الخلط والطليق بمدينة القصر الكبير إلى سنة 1131 هجرية ، أي إلى سنة وفاة المولى الحسن الأول، ثم أقر المولى عبد العزيز سيدي مبارك الخمالي قاضيا على قبيلتي الخلط والطليق ، بمقتضى ظهيره الصادر في فاتح رجب الفرد عام 1312 هجرية، لكن هذه الفترة كذلك لم تمر دون نشوء نزاع حول مجال الاختصاص مع قاضي القصر الكبير. وللإشارة فقط ، فمجال قبيلتي الخلط و الطليق الشاسع غالبا ما كان محط أنظار قضاة القصر الكبيروالعرائش ، باعتبارهما حاضرتي المنطقة ، وباعتبار أن ساكنة الخلط غالبا ما كانوا مصدر إزعاج للسلطة نتيجة لهجوماتهم المتكررة على المدينتين ولخصوماتهم مع الأهالي.