المكتب الأوروبي لمحاربة الغش يتهم قادة الجزائر والبوليساريو بنهب المساعدات الأوروبية لأزيد من 15 سنة المواد المسروقة بيعت في الجزائر وموريتانيا والمخابرات الجزائرية استولت على معاشات المتقاعدين الصحراويين نشر الاتحاد الأوروبي النسخة الكاملة لتقرير يلخص نتائج التحقيقات التي أنجزها المكتب الأوروبي لمحاربة الغش حول التلاعبات التي طالت المساعدات الإنسانية الأوروبية لجبهة البوليساريو. تقرير المكتب الأوروبي لمحاربة الغش الذي أشرف عليه فريق تحقيق أوروبي أكد بأن حصصا كبيرة من المساعدات والدعم حولت عن وجهتها الأساسية، أي مخيمات اللاجئين، من طرف كبار المسؤولين الجزائريين وقادة جبهة البوليساريو. وكان الاتحاد الأوروبي قد شرع في إرسال مساعدات مالية وإنسانية لمخيمات تندوف منذ العام 1975، وقدر تقرير المكتب الأوروبي لمحاربة الغش، الهبات التي خصصتها اللجنة الأوروبية للمساعدات الإنسانية للاجئي مخيمات تندوف بين سنتي 1994 و 2004 في 105 ملايين أورو لقاعدة بشرية قوامها 155 ألفا كما قدرتها السلطات الجزائرية . في الوقت الذي أكد فيه تقرير المكتب الأوروبي لمحاربة الغش بأن ‘‘ لا الجزائر ولا جبهة البوليساريو وافقتا على إجراء إحصاء لسكان المخيمات ‘‘طيلة هذه السنوات. وخلصت التحقيقات التي قادها فريق المكتب الأوروبي لمحاربة الغش إلى تجميع شهادات متعددة بين سنتي 2003 و 2006 أكدت تورط قادة البوليساريو في تحويل المساعدات الأوروبية لمصلحتهم الخاصة، وهو ما عززته الاستجوابات التي تضمنها تقرير الفريق المحقق . وجاء في الخلاصة النهائية للتقرير بأن ‘‘ أشكال تسريب وتحويل المساعدات الإنسانية المتعددة، شهادات أشخاص استفادوا من بدورهم من تسريب المساعدات خارج المخيمات، والحيل المستعملة من طرف المتورطين في هذه العمليات تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن التهريب المنظم للمساعدات الإنسانية في مخيمات تندوف دام فترة طويلة ‘‘ كما أشار التقرير بوضوح لوجود ‘‘ مستودعات سرية ‘‘ تخصص لهذا الغرض، تنتشر في محيط المخيمات وفي نقاط جغرافية بعيدة عنها . وكشف التقرير حقائق مثيرة وفاضحة حول اكتشاف اللجنة الأوروبية للمساعدات الإنسانية لمنتوجات غذائية وغيرها مطروحة للبيع في أسواق مدينة بشار الجزائرية التي تبعدعن مخيمات تندوف بأزيد من 800 كيلومتر إلى الشمال، وهو ما وقفت عليه عناصر هذه اللجنة في العاصمة الموريتانية نواكشوط ومدينتي شنقيط و نيما حيث عثرت على منتوجات غذائية وسلع معدة للاستهلاك المنزلي وبطانيات تحمل طابع المؤسسة الأوروبية داخل محلات تجارية خاصة. وينضاف هذا الاكتشاف إلى ما كانت اللجنة قد توصلت إليه عن طريق تحقيقات ميدانية بين عامي 2001 و 2003 قادت إلى العثور على مساعدات إنسانية مطروحة في أسواق 12 مدينة جزائرية . التقرير أكد أن ‘‘ مساعدات طبية على شكل تجهيزات ومعدات مختلفة عثر عليها موضوعة للبيع في تندوف والعاصمة الجزائر ‘‘، وأن ‘‘ قطعا مختلفة من حاويات المياه الكبيرة كانت تبعث بخصوصها طلبيات للاتحاد الأوروبي أكثر من مرة واحدة في السنة، بيعت في مدن جزئرية بعيدة جدا عن تندوف ‘‘ وحمل التقرير مفاجآت مزعجة لقادة البوليسارية عندما كشف بحجج دامغة جنوحهم المتكرر ل‘‘ تقديم وثائق مزورة ومضخمة لمشاريع على الورق لم تر النور أبجا أمام الجهات المانحة سواء داخل الاتحاد الأوروبي ولدى الجمعيات غير الحكومية الأوروبية ‘‘. وأشار التقرير بأصبع الاتهام إلى المخايرات الجزائرية كطرف أساسي في هذه الماكينة الجهنمية لتحويل المساعدات الأوروبية . ضباط المخابرات الجزائرية أنشأوا مقاولات تجارية ، على شكل محلات التغذية العامة ، داخل المخيمات بيعت فيها المساعدات الإنسانية الأوروبية بصورة ممنهجة . ويرى واضعوا التقرير النهائي للمكتب الأوروبي لمحاربة الغش بأن الغرض من إقامة هذه المحلات التجارية التي كانت تديرها الاستخبارات الجزائرية، هو إعادة تحصيل الأموال البسيطة التي كانت تروج داخل المخيمات والتي كان مصدرها الأول معاشات التقاعد التي كانت تبعثها الحكومة الإسبانية للمتفاعدين الصحراويين . إعداد: سعيد نافع