أسئلة كثير يطرحها نشاط عناصر خلية بوت شومون في فرنسا خاصة أن بعضهم يوجد اليوم خارج أسوار السجون، وكان أهم هذه الأسئلة ذاك الذي طرحه أحد المحققين أثناء تفكيك الخلية في 2005 حسب ما أوردته جريدة لوفيغارو «لقد كان زعيم الخلية يدعو إلى الجهاد في العراق. ماذا كان من الممكن أن يقع لو أنه دعا إلى ضرب فرنسا»؟ مضت عشر سنوات ليحدث أسوأ شيء كان من الممكن أن يقع منذ أن طرح المحقق هذا السؤال. عنصران من عناصر الخلية التي اعتقدت السلطات الأمنية أنها قضت عليها يستيقظان من سباتهما ويقتحمان قاعة التحرير بالصحيفة الساخرة شارلي إيبدو والبقية يعرفها الجميع.. مجزرة رهيبة أودت بحياة 12 صحافيا ورساما كاريكاتيريا. خلية «بوت شومون» التي ينتمي إليها المتهمان الرئيسيان في مجزرة شارلي إيبدو، تتكون من مجموعة من الأشخاص النشيطين في استقطاب جهاديين ومقاتلين إلى العراق. وكانت السلطات الأمنية الفرنسية قد قامت بتفكيكها واعتقال عدد من أفرادها ومن بينهم شريف كواشي (32 سنة) الشقيق الأصغر لسعيد كواشي (34 سنة)، حيث تم الحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات في 2008 عقب عثور الشرطة الفرنسية على بطاقة سفر باسمه إلى سوريا كبوابة لدخول العراق والانخراط في مواجهات مع عناصر الجيش الأمريكي آنذاك، بالاضافة إلى خطاطة لكيفية استعمال الكلاشينكوف، في حين تم إطلاق سراح شقيقه سعيد. الشخص الذي كان مكلفا بالاستقطاب في الخلية هو إمام يدعى فريد بنيطو يبلغ 24 سنة. استطاع استمالة شريف الذي كان يصغره بسنتين آنذاك وهو شاب معجب بفن الراب، كان يوزع البيتزا للحصول على مال يوفر به حاجياته الشخصية، ويعيش حالة تيه. الامام بنيطو ولج عالم التطرف مذ كان في سن 18 سنة من طرف صهره يوسف الزموري وهو إسلامي متطرف طرد من فرنسا سنة 2004، ساهم في هذا التكوين صديقه محمد كريمي وهو أحد الوجوه الباريزية المعروفة بانتمائها للجماعة السلفية للدعوة والقتال. فريد بنيطو لعب بذلك دورا كبيرا في استقطاب عدد من الشبان الفرنسيين من أصول مغاربية وإفريقية، بلغ عددهم حوالي الخمسين شابا. وسيلفت انتباه السلطات الفرنسية خلال أحداث متفرقة خلال المظاهرات المنظمة ضد قانون منع الحجاب أو مظاهرات ضد الحرب في العراق. كان يشجع أتباعه وهو ما لاقى استجابة غريبة من لدن بعض الشبان إذ قبيل تفكيك الشبكة سنة 2005 كان ثلاثة من عناصرها الذين تم إرسالهم إلى العراق في وقت سابق قد لقوا حتفهم الأول في عملية انتحارية والثاني على يدي الجيش الأمريكي والثالث في انفجار بالفلوجة. أمضى شريف كواشي سنوات السجن في ممارسة الرياضة وبالخصوص حمل الأثقال منعزلا عن باقي السجناء. بعد خروج لزم الصمت واختفى لبعض الوقت. بعد سنتين من خروجه من السجن تردد اسم شريف كواشي في قضية محاول تهريب سماعيل ايت علي بلقاسم أحد عناصر الجماعة الاسلامية الجزائرية المسلحة من السجن، بعد إدانته سنة 2002 في قضية الاعتداء على محطة القطار متحف أورسي في أكتوبر 1995 بباريس. بلقاسم هو أيضا أحد المقربين من جمال بغال أحد وجوه التطرف الفرنسي الذي أمضى عشر سنوات من أجل التحضير لاعتداءات إرهابية. في 2013 برز اسم جديد سبق من أعضاء الخلية القدامى إلى سطح الأحداث، وذلك عندما اتهمت السلطات التونسية بوبكر الحكيم الذي سبق اعتقاله في فرنسا في 2008 وأطلق سراحه سنة 2011 بتورطه في اغتيال السياسيين شكري بلعيد ومحمد براهمي. في 18 دجنبر 2014 الحكيم يعلن تبنيه الاغتيال في شريط فيديو. هل فشلت فرنسا بذلك في وضع حد لعناصر الخلية رغم أنها بهذه الدرجة من الخطورة؟ الجواب كان واضحا صباح الأربعاء الدامي في صحيفة شارلي إيبدو.