مراكش: الأحداث المغربية الإرهاب أو ظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب تطورت بشكل غير مسبوق خلال السنوات الأخيرة. وتمكنت المنظمات الإرهابية من تحصيل إمكانيات مادية هامة وأعداد كبيرة من المقاتلين من جنسيات متعددة وعتاد عسكري متطور، كما أن هذه المجموعات عرفت تحولا نوعيا من حيث الأهداف والغايات، فباتت تعلن عن إقامة دول وتكشف عن طموحاتها في السيطرة على مناطق واسعة والتحكم في عدد كبير من السكان، ما يشكل تهديدا خطيرا وحقيقيا بالنسبة للوحدة الترابية والسيادة الوطنية لمجموعة من الدول في جهات مختلفة من العالم. حقائق ووقائع لوح بها ناصر بوريطة الكاتب العام لوزارة الخارجية المغربية أمام ممثلي أزيد من 40 بلدا من والعديد من المنظمات الدولية والإقليمية والشبه إقليمية، بالجلسة الإفتتاحية لمجموعة عمل المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب حول المقاتلين الإرهابيين الأجانب لتي احتضنتها مدينة مراكش أول أمس الإثنين. والمغرب الذي استهدفه هذا الإرهاب الأعمى في حادثة 16 ماي 2003 بالدار البيضاء، ما انفك يواصل الجهود لمواجهة الآفة عبر عدة مسارات ومن خلال استراتيجية وطنية شاملة ومتطورة، تستند بالأساس على ثلاث مقومات أساسية : الحكامة الأمنية ومواءمة الإطار القانوني مع تطور الظاهرة الإرهابية، ومعالجة الهشاشة الإجتماعية وتحقيق التنمية البشرية المستدامة، بالإضافة إلى الحفاظ على الهوية والقيم الدينية والثقافية الحقيقية. بييت دوكليرك سفير دولة هولندا بالمغرب دعا من جهته إلى أن تكون المقاربة المعتمدة في مواجهة هذا التهديد مقاربة مستدامة وذكية وشاملة ومرنة بالنظر لطبيعة التحديات، مع تأكيده على أن الملتقى يبقى بداية مهمة للعمل المزمع القيام به بشراكة وثيقة مع المغرب، حيث يبقى الإهتمام الأكبر والآني منصب بالأساس على وقف والتصدي لالتحاق مزيد من الأشخاص في مجتمعاتنا ببؤر النزاع المذكورة.