بالرغم من تزويد الأسلاك والجدران الحديدية الالكترونية التي أقامتها السلطات الاسبانية حول مدينتي سبتة ومليلية من جهة التراب المغربي بأجهزة كهربائية استشعارية وكاميرات لمراقبة تسلل المهاجرين السريين من جهة المغرب إلا أن كل هذه المحاولات تبوء بالفشل في ظل الهجوم الذي ينسقه المهاجرون الأفارقة بأعداد كبيرة على هاتين المدينتين. وحسب وكالة فرانس بريس فقد سجلت محاولات المهاجرين السريين اقتحام السياج الحدودي من المغرب الى مدينة مليلية الاسبانية ارتفاعا ناهز الضعفين هذا العام، على ما أعلن محافظها يوم الثلاثاء 21 أكتوبر 2014 فيما Bعربت جمعيات وهيئات دينية عن القلق من "است خدام القوة المفرطة" لصدهم. وأعلن محافظ مليلية عبد المالك البركاني لإذاعة اسبانيا الوطنية «في العام الفائت جرت 38 محاولة اقتحام. هذا العام 58. يمكننا القول ان الضغط على السياج تضاعف مرتين تقريبا». يشار إلى أن مليلية يفصلها عن المغرب واحد من خطي الحدود البريين الاثنين الوحيدين بين إفريقيا وأوروبا. وأضاف «يفعلون كل شيء لتحقيق هدفهم أي دخول مليلية». وأوضح «إنهم يستخدمون الخطافات (لتسلق السياج الفاصل) ويحاولون التخويف عبر قول كلمة "ايبولا" ثم البصق» لمنع الأمن من الاقتراب منهم. ونفى المحافظ أي استخدام مفرط للقوة من قبل الحرس المدني، بعد ان نشرت منظمة برودان غير الحكومية الناشطة على الأرض فيديو يبدو فيه شرطيون ينهالون بالضرب بالهراوات على رجل عبر السياج الذي يبلغ ارتفاعه سبعة امتار. ثم عمد الشرطيون إلى نقله فاقدا الوعي إلى أراضي المغرب. وصرحت المتحدثة باسم مفوضية الأممالمتحدة العليا للاجئين في اسبانيا ماريا خيسوس فيغا الاثنين إن هذه الاعمال تشكل "مبعث قلق" للمفوضية. وأضافت لفرانس برس «نتفهم الحاجة إلى الضبط، لكن أيا كانت دوافع (المهاجرين) لمحاولة الدخول ينبغي فعل ذلك باحترام. لكن تسجيلات الفيديو تثبت التصرف بشكل غير ملائم». غير أن المحافظ أعلن أن أجهزته شاهدت تسجيلا أطول للحادثة نفسها استغرق نصف ساعة ويظهر وقائع اخرى, مؤكدا أن عناصره لم يفعلوا أكثر من الرد على "تهجم". وصرح "عندما يكون المهاجر هادئا ولا يبدي مقاومة (…) نحن نساعده بلا أي مشكلة". وينفذ مئات المهاجرين منذ أشهر هجمات لاقتحام السياج الحدودي المتطور في مليلية التي تضم الى جانب الجيب الاسباني الآخر في المغرب أي مدينة سبتة، الحدود البرية الوحيدة بين افريقيا واوروبا. وتطالب اسبانيا تكرارا شركاءها الاوروبيين بمزيد من الدعم لاحتواء موجات المهاجرين إلى الاتحاد الاوروبي. والاثنين تمكن حوالى 60 مهاجرا من افريقيا ما وراء الصحراء من اجتيازالسياج, فيما حاول حوالى 150 اقتحامه. ويوم الحادث المذكور كان حوالى 300 مهاجر يجربون حظهم بالعبور.