فيما الساعة تزحف نحو السابعة من مساء أول أمس السبت، كل شئ كان هادءا في سوق المسيرة بحي مولاي رشيد بالدارالبيضاء، فجأة تعالت أصوات صرخات التجار ونداءات متسوقين يفرون بأطفالهم جماعات وفرادى بعيدا عن اللهيب المتطاير بعد أن شب حريق دون سابق انذار في السوق. الحريق لم يخلف ضحايا إلا أن شدة قوته أتت على 60 محلا معظمها مخصص لبيع الأثاث المنزلي والأخشاب والأواني البلاستيكية بعدما لم يتمكن التجار أصحاب المحلات من انقاذ مايمكن انقاذه بحكم أطنان المواد السريعة الاشتعال والمكدسة بالمحلات التجارية. .، في انتظار نتائج التحقيق الذي فتحته المصالح الأمنية المختلفة والتقرير النهائي للشرطة التقنية والعلمية التي أخذت عينات من بقايا الحريق في عين الكان فإن الحريق وقبل أن ينتقل إلى باقي المحلات نشب وحسب شهود عيان في احدى الدكاكين المنزوية في احدى أطراف السوق تمام الساعة السابعة مساء وهو المحل الذي كان يأوي مجموعة من الشردين الذين ربما خلف أحدهم سيجارة مشتعلة تسببت في اندلاع الحريق، تضاربت الأراء حول سبب أ ومصدر الحريق المهول الذي أتي في ظرف بضع ساعات على معظم محلات سوق المسيرة رغم أن سرعة انتشار الحريق كان من الممكن السيطرة عليه إلا أن تأخر وصول عناصر الوقاية المدنية إلى عين المكان بحوالي الساعة وحسب متحدث باسم تجار السوق ساعد في امتداد ألسنة اللهب إلى معظم المحلات على الرغم أن المسافة الفاصلة بين مكان الحريق ومقر الوقاية المدنية لايتعدى الكيلومتر الواحد وحنى بعد وصول هذه الأخيرة لم يعثر أفرادها على أنابيب المياه الحمراء المتبثة في الأرصفة لمكافحة الحرائق مما حدا بها إلى الاعتماد على صهارج المياه المحمولة. الأمر لم يقف عند هذا الحد بل أن المتضررين حملوا السلطات المحلية المسؤولية في ماجرى خصوصا أنهم كانوا دخلوا في حوار منذ سنوات معها من أجل تنقيل أوإعادة هيكلة السوق الذي يعود تاريخ اقامته إلى سنة1975 المتضررون انتقذوا كذلك وبشدة تواجد مشردين بالسوق والذي كان سببا في حوادث عديدة خصوصا وأنه في الأسبوع الماضي عثر على جثة أحدهم داخل السوق دون معرفة سبب وفاته. .. هل حريق سوق المسيرة اشتعل بسبب فعل فاعل أم نتيجة اتماس كهربائ التحقيق وحده كفيل بالاجابة عن السؤال وفي انتظار ذلك يبقي التجار منهمكين في اخصاء خسائرهم التي تعد بالملايين.