تم، مساء الاثنين، افتتاح معرض "المغرب وأوروبا .. ستة قرون في عيون الآخر"، في دير عتيق بلشبونة، بحضور ثلة من الشخصيات المغربية والبرتغالية من كافة الآفاق. وتنظم هذه التظاهرة الثقافية، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ورئيس جمهورية البرتغال كافاكو سيلفا، من طرف سفارة المغرب بلشبونة، بتعاون مع مجلس الجالية المغربية بالخارج، ومركز الثقافة اليهودية المغربية في بروكسل، ومركز شمال – جنوب لمجلس أوروبا، على هامش منتدى لشبونة المنعقد يومي 15 و16 شتنبر الجاري. وقالت سفيرة المغرب بلشبونة كريمة بنيعيش إن هذا المعرض يعد شهادة حقيقية على كثافة وعمق روابط الصداقة التي تربط المغرب وأوروبا وخاصة البرتغال، من خلال إطلاع الجمهور الواسع على تنوع وغنى المبادلات التي فتحت وما تزال أفقا مشتركا بين ضفتي المتوسط. وأضافت بنيعيش أن الأمر يتعلق بسفر عبر ستة قرون من التفاعل السياسي والاقتصادي والثقافي والإنساني الذي يظهر مدى مكانة المغرب كحلقة وصل بين الشمال والجنوب، والشرق والغرب، باعتباره أمة خبرت على مر الزمن قيمة الانفتاح والإيثار. من جانبه، قال رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان إدريس اليزمي إن استعراض ستة قرون من اللقاء بين المغرب وأوروبا "تظهر أننا نواصل اليوم هذا الطريق". وذكر بأن المغرب شريك بالنسبة لديمقراطية الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، والبلد الوحيد بالضفة الجنوبية الذي يحظى بوضع متقدم لدى الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن هذا الانفتاح، الذي يعد من ثوابت الاستراتيجية الملكية الديبلوماسية، يشكل تعميقا وتجديدا لتقليد الانفتاح واللقاء والشراكة مع أوروبا. كما أكد أن تنظيم هذا المعرض على هامش مؤتمر هام (منتدى لشبونة) يهم المسار الديمقراطي في المتوسط، يمنحه المزيد من الأهمية والإشعاع. من جانبها، شددت مديرة متحف الدير، إيسابيل كروز ألميدا، على أن فضاء تنظيم المعرض يعد "مغامرة جميلة"، تمكن من إبراز التأثير الثقافي المتبادل بين المغرب والبرتغال. وقالت "نحن فخورون باستقبال معرض حول المغرب، البلد الذي يتوفر على ثقافة غنية وماض مشترك مع البرتغال". وتميز حفل افتتاح المعرض، على الخصوص، بمشاركة نائب الوزير الأول البرتغالي باولو بورتاس، ورئيس اللجنة التنفيذية لمركز شمال – جنوب جان ماري هايد، ونظيم أحمد عن شبكة آغا خان للتنمية، وكذا عدد من السفراء المعتمدين بلشبونة والبرلمانيين والفنانين. وحسب المنظمين، يتمحور هذا المعرض، الذي يضم لوحات وقطعا فنية ووثائق من الأرشيف ومجموعة من الصور، حول سبعة مواضيع تستكشف تطور العلاقات بين المغرب وأوروبا، خاصة البرتغال من القرن ال16 إلى اليوم، ويتمثل الهدف في تفكيك الصور النمطية المروجة حاليا بهدف تشجيع الاحترام المتبادل والحوار بين الضفتين. وكان المعرض، الذي يتواصل إلى غاية شهر أكتوبر المقبل، قد حط الرحال بكل من الرباط وباريس وبروكسيل وأنفيرس وليموج، ويرتقب أن يحل بمدريد.