أشرف "لحكيم بناني" الكاتب العام لوزارة العدل والحريات بحر الأسبوع المنصرم إلى جانب المفتش العام بذات الوزارة و"أحمد المساوي" والي جهة مكناس تافيلالت عامل عمالة مكناس والعديد من الشخصيات القضائية والعسكرية والمدنية على مراسيم حفل تنصيب "رشيد تاشفين" وكيلا عاما للملك لدى محكمة الاستئناف بمكناس خلفا ل"عبد اللطيف الزويتني" الذي تم تعيينه محاميا عاما بالمجلس الأعلى للقضاء. وقد وصف مهتمون ومتتبعون للشأن القضائي بمكناس مهمة رشيد تاشفين كوكيل عام للملك بالصعبة خصوصا بعد الفترة التي قضاها عبد اللطيف الزويتني الوكيل العام السابق، والتي أبان فيها عن كفاءة عالية، وجرأة غير مسبوقة، فجر خلالها ملفات ضخمة، أطاحت بالعديد من الرؤوس الكبيرة من بينهم مسؤولين في مختلف القطاعات العمومية إلى جانب شخصيات نافذة في مجال العقار والمال والأعمال، حيث تميزت مرحلته بالجرأة والشجاعة الواجبتين في تطبيق القانون، وسيادة منطق العدالة والمساواة بين كافة المواطنين. وكان عبد اللطيف الزويتني قد خلق الجدل إلى جانب "محمد فوزي" الذي تمت ترقيته في وقت سابق إلى منصب مفتش عام بوزارة الداخلية، حين وضعا اليد في اليد، وكشفا اللثام عن ملف عمر عقودا من الزمن، راكم خلاله العديد من المضاربين العقاريين والمسؤولين ثروات ضخمة على حساب الدولة وأراضي الأحباس، حيث كانت الفوضى والعشوائية لغة ذاك العصر في تدبير هاته الأملاك المحبسة، والتي أدت إلى ظهور مدينة عشوائية مترامية الأطراف على مدى آلاف الهكتارات، إذ مازالت تداعياتها مستمرة إلى غاية كتابة هاته الأسطر، بعد اندلاع مواجهات جديدة بين سكان حي سيدي بوزكري ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. مهمة رشيد تاشفين الصعبة تكمن في مدى قدرته على التحمل وطول النفس في مجاراة هاته الملفات، والاشتغال على ملفات أخرى لم يتسن لسابقه النبش فيها، واستكمال ملف الإصلاح القضائي الذي باشره عبد اللطيف الزويتني على مستوى الدائرة القضائية لاستئنافية مكناس، وكذا انفتاحه على كافة شرائح المجتمع، وتواصله البناء مع مختلف الشركاء من محامين وجمعويين وحقوقيين وإعلاميين، وهو الأمر الذي بوأ الدائرة القضائية المذكورة مكانة متقدمة، جعلت العديد من قضاتها يحظون بالثقة في تقلد مناصب المسؤولية بمختلف محاكم المعمورة، وتعيين مستشارين شباب في محاكم الدرجة العليا، كان آخرها تعيين المستشار الشاب "أنس الوكيلي" بالمجلس الأعلى للقضاء. وكان جلالة الملك محمد السادس قد صادق على قرار تعيين رشيد تاشفين يوم الثاني والعشرين من شهر غشت المنصرم بناء على اقتراح المجلس الأعلى للقضاء خلال دورته الأخيرة، وتعيينه على رأس النيابة العامة باستئنافية مكناس. وقد بادر عبد اللطيف الزويتني إلى توديع الحاضرين بابتسامة عريضة لم تُرسم على شفتيه طيلة مدة اشتغاله بمكناس بعدما وجد نفسه محاطا بكلمات الشكر والمديح التي قيلت في حقه من قبل عبد الأحد الدقاق رئيس محكمة الاستئناف بمكناس ورشيد تاشفين الوكيل العام بها، حيث ذكر هذا الأخير السنوات التي اشتغل فيها تحت رئاسة عبد اللطيف الزويتني بكل من محكمتي بني أحمد والسطات، والتي استفاد من خلالها الشيء الكثير. من جانبه، شدد رشيد تاشفين في كلمة ألقاها بالمناسبة على ضرورة تظافر الجهود بين كافة المتدخلين من هيئات قضائية ومحامين ومفوضين قضائيين وخبراء وموثقين وعدول وممثلي إدارة الأمن الوطني والدرك الملكي ومسؤولي الإدارة الترابية، تفعيلا لمضامين الخطب الملكية السامية بخصوص نجاعة القضاء وجودة الأحكام وتخليق القضاء بالدائرة القضائية المعنية، داعيا الجميع إلى السعي نحو العمل المشترك لبلورة تصورات صاحب الجلالة، والمساهمة في إصلاح ورش العدالة. عبد الرحمن بن دياب