وراء زنزانة بأحد سجون مدريد يقبع المغربي عبد اللطيف ولاد شيبا (37 عاما)، اعتقل منذ أيام في في بلدة لينيا دي لا كونثيبثيون (إقليم قاديس جنوبإسبانيا) للاشتباه في صلته بالإرهاب وقيامه بأعمال تحث على «الدعوة إلى الإرهاب» من خلال الأنترنت، لكن لم توجه اليه أي تهمة رسميا بعد، وإن كانت تعيد للأذهان تفجيرات مدريد في 11 آمارس 2004 التي أسفرت عن سقوط 191 قتيلا وأإكثر من 1800 جريح نفذتها مجموعة من الاسلاميين المتطرفين معظمهم من الجهاديين المغاربة بحسب القضاء الاسبانين، أدين 21 شخصا معظمهم من المغاربة بالتورط في هذه الاعتداءات. في البداية اتهم المغربي الذي تم طرده من الأردن للإشتباه في انتمائه إلى خلية مسلحة، بأنه كان يقوم بأعمال الاستقطاب والتجنيد لارتكاب أعمال إرهابية، فضلا عن طباعة وتوزيع منشورات لها صلة بأنشطة إجرامية للتحريض على ارتكاب هجمات إرهابية. وزارة الداخلية الإسبانية بررت اعتقاله بكونه كان «يدير صفحة على شبكة الإنترنت مخصصة لتوزيع وبث بلاغات ومنتجات إعلامية تعدها منظمات إرهابية كبرى ذات صلة بتنظيم القاعدة, فضلا عن تجنيدها واستقطابها لأعضاء جدد لفائدة القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». وعثرت الشرطة عند مداهمة منزله على وثائق تدل على ولائه لامير التنظيم. يوم السبت المنصرم، قرر قاضي التحقيق بالمحكمة الوطنية (أعلى هيئة قضائية إسبانية متخصصة في قضايا الإرهاب) حبس ولد شيبا، ووجه إليه تهمة «التخطيط لتسميم امدادات المياه في مناطق سياحية انتقاما لمقتل زعيم التنظيم اسامة بن لادن، والمبرر، كما قال، حسب وكالة الأنباء الفرنسية كونه «تمادى بحصوله على كتيبات عن السموم والمتفجرات من المواقع الجهادية الالكترونية» كآنما أحس الرجل بلحظة اعتقاله، فقبل حضور رجال الشرطة اتصل في ساعة مبكرة من صباح الثاني عشر من غشت بزوجته الاسبانية التي كانت موجودة في جيرونا شمال غرب البلاد وبدا أنه يودعها. ولم يجد قاضي التحقيق المتخصص بشؤون مكافحة الارهاب «فرناندو غراندي مارلاسكا» بدوره بدا من القول إن «تعليقات الرجل على المواقع الجهادية «تعبر بشكل واضح عن رغبته في القيام باعتداء يستهدف “الكفار” عبر تسميم امدادات المياه الخاصة بالاستخدام البشري»، مضيفا أن «هذا الاعتداء كان سيستهدف «بشكل خاص» مواقع سياحية للتخييم ومنتجعات»، وأنه «كان سينفذ هجماته “في اسبانيا على الارجح لانه البلد الذي يقيم فيه المشتبه به ولانه أيضا بلد “كفار”». وقد عثرت الشرطة على معلومات عن السموم وخزانات المياه في الكمبيوتر الذي يملكه. لم يتخد القاضي القرار بحبس المتهم المغربي إلا عندما أدرك درجة الخطر، حيث قال « إن الخطر ازداد عندما اتصل المتهم مع مشاركين آخرين في هذا المنتدى وضعوا في تصرفه دليلا لطرق استخدام السموم والمتفجرات...», وذلك ردا على رسائل طلب فيها مساعدة لتحقيق ما ينوي القيام به. القاضي اطلع على كتابات المغربي في منتديات موقع الشموخ، واقتنع أنه «تطرفه وتصميمه على ارتكاب اعتداء كانا يزدادان يوما بعد يوم». في رسالة الكترونية عثرت عليها الشرطة، عبر ولاد شيبا عن ولائه لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. وقالت المحكمة إن المشبوه «عبر عن نيته مواصلة جهوده التنظيمية للانتقام لمقتل اسامة بن لادن وأعضاء آخرين في القاعدة»، وأكد القاضي أن «النصوص التي كان يكتبها على هذه المنتديات كانت تكشف عن خطة دقيقة ومعدة تأتي وكأنها للثأر من موت قادة إرهابيين مهمين» بينهم زعيم القاعدة اسامة بن لادن الذي قتل في الثاني من ماي في عملية قامت بها وحدة كوماندوس أميركية في منزله في أبوت آباد على بعد 100 كلم تقريبا شمال اسلام اباد. المغربي ولاد شيبا دعا على الانترنت، حسب المحكمة «الى شن هجمات في أوروبا والولايات المتحدة، لكن المحكمة رأت أن خطر تسميم المياه «يعني اسبانيا على الارجح بما أنه يعيش فيها»، ففي رسالة كتبها على حد المنتديات في 11 غشت الأخير دعا الى «ارتكاب هجمات تستهدف المسيحيين واليهود وقتل الاعداء في قلب اوروبا والولايات المتحدة». وطلب «مهاجمة منازلهم وتسميم مياههم وتفجير اسواقهم والاماكن التي يلتقون فيها»، وهو ما رآه فيها تهديدا ليتم إيقاف المغربي قبل وقوع كارثة شبيهة بتفجيرات مدريد. إعداد: أوسي موح لحسن