غير بعيد عن مدينة وجدة الحدودية شرق المغرب، تقع مدينة السعيدية الشاطئية المعروفة بالملتقى الدولي لفن الشواء والطبخ، ورغم ذلك فإنها ظلت معروفة أكثر بوجبات السمك لارتباطها بالبحر والصيد الذي نسجت حوله الحكايات الشعبية مجموعة من الأساطير. في حين اشتهرت مدينة وجدة بمشاوي اللحوم. تلك المدينة تتميز ببساتينها الممتدة وثروتها الحيوانية الوافرة، وبالتالي فإن زيارة الشخصيات العربية والعالمية، وخاصة نجوم الفن لا تكتمل إلا بأخذ وجبة مشاوي الخرفان أو الدجاج بمطعم أم "القرى"، الذي يحظى بشعبية واسعة. شواء يطهى على نار هادئة، تمتد إلى ما يقارب السبع ساعات، اعتماداً على أفران تقليدية تتشكل من عدة طبقات من التراب، لم يرد صاحب المطعم الكشف عن بنيتها التكوينية، حفاظاً منه على السر المهني. واكتفى السيد حسن صاحب مطعم "أم القرى" في حديث ل"العربية.نت"، بالقول إن سر شهرته يعود إلى فن إتقانه للشواء بالاعتماد على أعواد شجرة الزيتون، لكونها تشتعل بسرعة ولا تترك دخاناً كثيفاً، ولا تخلف رماداً كثيراً، كما يخلف نكهة جيدة على طعم اللحوم. وأضاف حسن أن عملية الشي التقليدية تتطلب مهارات في إعداد وترتيب موقد النار، ليظل مشتعلا طيلة مدة سبع ساعات من دون أن تتعرض اللحوم للاحتراق سواء كانت من نوع الدجاج أو الخرفان، بقدر ما يعمل على تذويب الدهون والشحوم المضرة، ولا تبقي إلا على اللحم الطازج الصحي واللذيذ، إضافة إلى خلوه من المواد الكيمياوية. وقال إن ثمن كيلو من اللحم المشوي يقدر ب17 دولاراً والدجاجة ب8 دولارات، وبالتالي ففي نظره يمكن للزبون أن يتناول بثمن قليل وجبة صحية وجيدة المذاق. وأشار حسن إلى أن محله يعرف حركة طيلة السنة ويتوافد عليه الناس من كل الأجناس والفئات الاجتماعية المختلفة، بمن فيهم بعض الأفراد من العائلة الملكية وفنانون ومسؤولون من داخل المغرب وخارجه. وأبرز حسن أن الطلب على اللحوم المشوية يعرف إقبالاً واسعاً حتى في الأعراس والمناسبات، كون أغلب الأسر المغربية أصبحت تتجنب الدهون والمواد الكيمياوية وأضحت تقبل على هذه الوجبات المشوية على الحطب. من جهته يقول السعدي عبدالكريم المكلف بطهي اللحوم والدجاج بالفرن، إن مهنته يطلق عليها اسم "الطراح"، وإنه يزاول الحرفة لما يفوق 7 سنوات، وإنه تعلم تقنياتها في هذا المحل الذي يعرف إقبالا طيلة أيام السنة. مشيراً إلى أنه يقوم بشوي 30 خروفاً و40 دجاجة في اليوم في حالة ارتفاع الطلب، وذلك من دون أن يكل أو يمل، بقدر ما يشعر بالمتعة.