طفح الكيل بأنصار الرجاء البيضاوي بعد الهزيمة الأخيرة أمام إنيمبا في عصبة الأبطال. دعوات عبر «الفيسبوك» والمنتديات الرياضية للاحتجاج مكنت من حشد حوالي 4000 مشجع للتظاهر ضد أزمة النتائج.كانت الساعة تشير إلى الثالثة و20 دقيقة من بعد زوال أول أمس عندما بدأ محبو «الخضراء» في التجمع قرب مقهى «نابليون» بشارع غاندي. لم تمر سوى بضع دقائق حتى اكتمل الجمع وتحركت المسيرة في اتجاه مركب الوازيس وسط حضور أمني بارز لمنع عرقلة حركة السير من جهة والتدخل في حال حصول انفلاتات من جهة أخرى. كلما ازداد قرب المحتجين من وجهتهم تصاعدت الشعارات المنددة بما وصل إليه حال الفريق الأخضر. «مادار والو ما دار والو حنات يمشي بحالو ... مادار والو مادار والو حنات يمشي بحالو» كلمات رددها الجمهور الرجاوي كثيرا لدى الوصول إلى بوابة مركب الوازيس التي شكل رجال الشرطة، بقيادة رئيس الدائرة الأمنية، وعناصر الأمن الخاص حاجزا بشريا لمنع اقتحامها من طرف المحتجين. غير بعيد عن الملعب توقفت حافلة تقل على متنها 60 عنصرا من قوات التدخل السريع مجهزين بالوسائل اللازمة للتصدي لأية أعمال شغب. مع مرور الدقائق بدت حدة الشعارات تتزايد للمطالبة ب«بريزيدو جديد». لتحقيق هذه الغاية دعا المحتجون الغاضبون الرئيس الحالي عبد السلام حنات إلى الرحيل من خلال لافتة كتبت عليها عبارة «حنات ديكاج» لأنه على حد تعبيرهم «باغي فرقة فابور». الاستقالة المنشودة يجب أن تكون فورية: «دابا دابا الاستقالة»، كما ردد أنصار الفريق الأخضر، لكن قبل الاستقالة لا بد من المحاسبة. محاسبة كل المسؤولين عن الوضع الذي آل إليه الرجاء البيضاوي. «مولانا نسعاو رضاك وعلى بابك واقفين. ال... يعيونا التيساع الله يرحم الوالدين». هكذا صرخ المحتجون قبل أن يتحركوا من جديد. ظن الجميع أن المسيرة انفضت لكن الأمر لم يكن كذلك. مسيرة صغيرة التحقت بالمسيرة الأم رفع السائرون فيها لافتة كتب عليها «المكتب المسير .. الله يعطينا وجهكم» ليقوم الجميع بدورة في محيط المركب قبل العودة إلى بوابته الرئيسية مجددا وسط ترديد عبارات تطالب بابتعاد حنات وأوزال والصويري عن تدبير الشؤون الرجاوية بشكل كلي. المسيرة التي بدأت هادئة انتهت على إيقاع ساخن. الجمهور أعلن «الثورة» من خلال لافتة اعتبرتها الحل الوحيد لتجاوز المأزق الرجاوي. حتى الشعارات ارتفعت حدتها ووصلت إلى حد تهديد حياة عبد السلام حنات في حالة إصراره على البقاء. بين الفينة والأخرى كانت الحجارة تتساقط داخل المركب من طرف بعض العناصر المنفلتة قبل أن يبدأ المحتجون في التفرق تباعا وسط ارتباك في حركة السير والجولان التي أصيبت بالشلل، تفوق رافقته عبارات الوعيد بخطوات احتجاجية أقوى في حالة عدم الاستجابة لمطالب الجمهور. يوسف بصور