أياما قليلة قبل عقد قراني على زوجي السعودي، هاهي المملكة العربية السعودية، والعهدة على صحافتها، تعلن فرض شروط جديدة على المغربيات من أجل الاقتران ببعل سعودي. للصراحة، وللأمانة، وللحقيقة كنت قد تدبرت أمر هذا السعودي عبر الأنترنيت. جلستا مكاشفة عبر الفيسبوك، وثالثة عبر التويتر. تغريدتا حب متبادلتان، ثم طلب مني الانتقال إلى السكايب. أخبرته أنني أرتدي الحجاب، صاح من خلف حاسوبه "أنا أعبد مرتديات الحجاب". أخبرته أن الأمر مستحيل بالنسبة لي وأنني أخوض بعض المغامرات،نعم، لكنني أختار الجانب المأمون في العملية. أخاف انتشار صوري يوما على الفيسبوك، ولا أتخيل نفسي وقد وقعت ضحية صفحة من صفحات "سكوب" الشهيرة. بمجرد أن أفكر فيها تنتابني قشعريرة شبيهة بالقشعريرة إياها التي تنتاب الجميع وهو في الفراش، وأتخيل العناوين "صفحة سكوب سليمة العلوي: كاتبة أحداث. أنفو في صور مثيرة". لذلك طردت عني الفكرة وطلبت منه أن يتقي الله قليلا. "الصور لا، وإلا ففي الحلال يا ابن الحلال"، قلت له. بمجرد أن سمع الحلال وافق. لا أعرف رجالا كثرا يوافقون على الزواج بهاته السرعة، وصديقتكم تعرفت طيلة حياتها على أنواع من "بوركابي" أو الرجال، لذلك أعرف جيدا تهربهم من المسؤولية وخوفهم من الالتزام. يفضلون البقاء أحرارا، طلقاء، free like a bird، ينتقلون من عش إلى عش، يقطفون هاته الوردة، وهاته الزهرة، وفي الختام، وحين الرغبة في الزواج، يبحثون عن زهرة أو وردة لم تمتد لها يد من قبل لتقطفها. لايعرفون أن الأمر مستحيل، لأنهم وهم يقطفون، كان الآخرون أيضا يقطفون، لكن لا بأس. لنعد لزوج المستقبل السعودي. شروط إضافية على المغربيات من أجل الزواج بسعودي. هنا نصل إلى ماكانت والدتي تقوله لي باستمرار "يا المسخوطة ماعندك زهر، غادية تلقاي العظم فالكفتة". يوم وصل دوري وتقرر لي أن أقترن بسعودي، تخرج علينا المملكة بشروط فحص الإدمان للمغربيات. رباه ماهذا؟ المشكلة هي أنني مدمنة، والجهاز الفاحص سينتبه إلى إدماني بسرعة. أنا مدمنة شعر، ومدمنة قراءة، ومدمنة بحث في الأنترنيت، ومدمنة اطلاع على كل شيء. مدمنة رقص أنا ومدمنة موسيقى، مدمنة سينما ومدمنة مسرح. مدمنة حياة باختصار ولن أنجح في اختبار الإدمان هذا. لذلك اخترت هذا الموقع لكي أخبر زوج المستقبل السعودي: لا حظ لك في الاقتران بي، ثم لا تنس – ياطويل العمر – أنا مدمنة قيادة سيارات أيضا. حين تفيض بي الهموم أحمل "البوجو 208″ التي اقتنيتها بالأقساط الشهرية المعذبة، أقصد شاطئ المحمدية، أزيل حجابي بهدوء، أرتدي "المايوه". أنزل إلى البحر وسط الأغراب، يبدون إعجابهم بقوامي، تعجبني كلماتهم النابية والمستفزة والجميلة. أتذكر أنني أنثى وأنني لازلت أغري الجميع. أسبح كثيرا لأنني مدمنة سباحة أيضا، أرتدي ملابسي، أعدل وضع حجابي، وأركب سيارتي وأمضي. لاحظ لك ياطويل العمر، أنت تحتاج جارية، والمرأة المغربية لم تكن أبدا من الإماء. سلاما وعساكم من عوادة أيها الأشقاء. زاوية تقترفها: سليمة العلوي