واقفا أمام حضور غفير، مستمتعا بكل الكلمات التي ينبس بها ومتأملا لمختلف الصور التي يبدعها... يتحول الفضاء إلى ملعب رياضي كبير تتعالى فيه الهتافات والتصفيقات على وقع أشعار درويش..هو المشهد الذي سيظهر فيه المنتج والممثل السوري فراس إبراهيم أمام عدسة كاميرا نجدة أنزور مخرج المسلسل الدرامي «في حضرة الغياب»، الذي يقدم حياة الشاعر الفلسطيني الكبير الراحل محمود درويش وتعرضه مجموعة من القنوات الفضائية في أيام الشهر الفضيل.. سيذكر فراس إبراهيم جماهير درويش العريضة من خلال هذا المسلسل وفي كل الوطن العربي ببعض قصائده الرائعة، وسيقول لهم بلغته الشعرية الأنيقة «فكر بغيرك..وأنت تعد فطورك...لا تنس قوت الحمام.. وأنت تخوض حروبك.. لا تنس من يطلبون السلام..وأنت تسدد فاتورة الماء..فكر بغيرك..».. سيحكي لهم عن «أوراق الزيتون» وب «يوميات» وسيقول لهم إنه معهم «في حضرة الغياب» وأنه دوما سيظل «كزهر اللوز أو أبعد».. درويش قال «توقف قلبي لدقيقتين.. أعطوني صدمة كهربائية، ولكنني قبل ذلك رأيت نفسي أسبح فوق غيوم بيضاء.. تذكرت طفولتي كلها، استسلمت للموت وشعرت بالألم فقط عندما عدت إلى الحياة»، وذلك عقب إنقاذ حياته في العملية الجراحية الأولى التي خضع لها سنة 1984إثر إصابته بنوبة قلبية.. وعلى نحو آخر اختار فراس إبراهيم، ركب الجنون مع درويش وخوض مغامرة محفوفة بالمخاطر بالنظر إلى تحمل شركته لمختلف التكاليف الإنتاجية للعمل. فقد ارتأى وفريق عمله الفني والتقني أن يحرك النبض في قلب درويش المتوقف قبل ثلاث سنوات، وينقل إلى كافة محبي كلمته وشعره بعضا من حياة غنية بالأحداث والألم والنجاحات.. رهان فراس إبراهيم في هذا الموسم الرمضاني متميز جدا، ولخصوصيته تهافتت عليه مجموعة من الفضائيات العربية لعرضه في رمضان، جاءت على رأس قائمتها الفضائية السورية واللبنانية «نيو تي في» إضافة إلى العراقية «السومرية» وثلاث محطات من التلفزيون المصري ، إضافة إلى التلفزيون التونسي والجزائري وقنوات على غرار « أمواج « و«صناع القرار» و«رؤية».. تعهد فراس بالوفاء التام لدرويش، حيث احتفظ بنفس المسارح الكبرى التي قضى فيها الشاعر الراحل أيام حياته: لبنان ومصر.. يقول فراس إبراهيم عن مرحلة لبنان «تتكون هاته المرحلة من جزأين: الأول يمثل بقايا من مرحلة حيفا التي صورنا جزء منها في منطقة معلولا بريف دمشق، والثاني هو لبيروت نفسها، أي للمرحلة التي عاش خلالها درويش في العاصمة اللبنانية في الثمانينات». وفي هاته المرحلة اشتغل مجموعة من الممثلين، ويتعلق الأمر بكل من سلاف فواخرجي وخالد القيش وعبد الحكيم قطيفان والسوري توفيق اسكندر واللبناني هشام أبو سليمان وعماد هواري.. أما المرحلة الثانية، فمتعلقة بمصر وهي التي يقول عنها فراس «لقد أحبها درويش كثيرا وكانت هي أول بلد يذهب إليه بعد عودته من روسيا التي غادر إليها من حيفا .. مصر بالنسبة لدرويش صوت أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، هي السد العالي والأهرامات والنيل ... محمود درويش بدا كتابة الشعر بشكل جدي وحقيقي في مصر، مستفيدا من جوها الأدبي والفني والصحافي، وهناك قال قصيدته الشهيرة «فرحان يشرب القهوة». وفي هذا الجزء، اشتغل فراس إبرايهم مع الممثلين المصريين ميرنا المهندس ومجدي بدر». إكرام زايد